"أظافر"
مشروع لا أعلم هوّيته الحقيقية ولكنه من حلقات
-1-
يُحكى أنه في
مقاطعة ما بإحدى دول أمريكا اللاتينية، كانت هناك شابة استحوذ جمالها على طموح كل
شباب البلدة، والتي كان زواجها على أحد أغنياء المقاطعة بفرضٍ حاسم من أبيها سبباً
في ذبول كل تلك الطموحات
إلا أن النبض
قد عاد لذلك الطموح سريعاً بعد أن مات زوجها في مشاجرة بإحدى الحانات عندما سَكِرَ
وخَسِرَ مبلغاً لا بأس به، فأصبحت الجميلة أصغر أرملة في القارة وأجملهّن
يبدو أنها
كانت تجهل مدى سحرها، فقد يعتاد المرء على وجود من هي مهوُسة بوجود رجل في فراشها
كل يوم، لكن ما لم يعتده الرجال أن تكون تلك الجائزة هي التي من تسعى إليه دون أن يخط خطوة واحدة!
مرّت الجميلة
على كل رجال القرية طلباً للمتعة، وكان لسانها مثل جلاد حبشي في عقابه لمن لا يقوى
على إمتاعها، فقد كانت تقف كل ليلة أمام منزل أحدهم لتصرخ ناصحة إياه أن يكتفي
بالنظر إلى الفراشات دون أن يجرؤ على التفكير في تقبيل إمرأة ..
لم تترك أملاً
في رجلٍ إلا وكانت تلهث وراء هذا الأمل، أزرق العينين والكفيف، ذو الذقن المُدببة،
النحيف والسمين، حتى عامل الاسطبل الأعرج ذو الأربعين عاماً
فقدت الأمل في
أن تجد مُتعة بين أحضان رجلٍ .. فكلهم سواء، يتبارون في إلتهامها مثل قطعة من
اللحم المُقدد، هناك شيء ينقص تلك اللحظة ..وذاك الرجل ..وينقصها!
هناك شيء
بالفعل ينقص هذا الاحتكاك والارتطام والتفاعل، شيئاً جميلاً وربما هو أساس كل
التفاصيل التي تبدو كما لو كـُتبت بقلم رصاص رخيص!
رحلت بعد أن
أطلقت رُمحاً فولاذياً في كرامة وذاكرة كل رجل بالمقاطعة، رُمحاً يجري بسرعة الضوء
ليخترق ما بين فخذي الرجل مروراً بالآخر !
..
كانت إمرأة
عجوز لها عينتان شابتان، صديقة سحيقة لجدتها الراحلة، لم تكن لتهتم إلا بعّد بيض دواجنها، كانت
تلك العجوز وكوخها هم الأمل الوحيد للجميلة أن تذهب إليه وتختفي عن أنظار كل
الرجال..
بكوب من الشاي
خفيف السُكّر وبعض المعجنات بما وُّجد من القشدة البيضاء، استمعت العجوز لقصة
الجميلة، ولم تفارق تلك الامتعاضة شفتيها المتشققتين من ركض السنوات عليها ..
حتى انتهت
الجميلة من كلماتها المُنهكة، لتجد العجوز تتنهد وتبتسم، تسند رأسها على كرسيها
الهزاز وتقطف وردة من سور الشرفة المُطلّة على حديقتها البسيطة وتطلق آهة حنين
عارمة بالأنوثة: آآه .. كان بالفعل رجلاً !
رغم إحساس
الجميلة بالضيق أن ألمها لم يلفت انتباه العجوز إلا أن فضولها لتعرف من هو هذا
الرجل كان قد جذبها من عنقها لتقترب منها وتسألها عنه، بدأت العجوز كلماتها وكانت
ملامحها تزداد نضارة كأنها تعود شهراً من عُمرها للوراء مع كل حرف، حتى أن صوتها كان يتمايل
مع الحروف مثل راقصة وحيدة على ضفة نهر تحت بدرٍ يشتهيها !
2 comments:
الجمال المبهر ( بعد القراءة الأولى ) الاستمتاع بالوصف بعد القراءة التانية
Post a Comment