Thursday, May 21, 2015

السؤال السام


يا لها من لحظةٍ! 
عندما تسقطُ على رأسِكَ لُفافة
في حجم خنصرك 
تفتحها لتجدَ سؤالاً بقلمٍ رصاص 
"كيف.. حَدَثَ ما حَدَث؟" 
وفي قرارةِ نفسِكَ تعلمُ جيداً 
أنها ستُمطرُ الآن المزيد 
والمزيد 
حتى تصلَ اللُفافات إلى ذقنكَ 
وكأنكَ فريسة 
سَقَطت في وحلٍ أفريقي قاسٍ
لا تستطيع أن تُحرَك أطرافَكَ
وعيناكَ المذعورتان معلّقتان لأعلى 
لتجدَ البَلطَة الفولاذية تهوىَ 
على مُنتصَف رأسِكَ 
محفوراً عليها السؤال القاتل 
ولن تجدَ الفرصةَ للتفكير
وإن وجدت لن تكتشفَ 
وإن اكتشفت لن تجب
انتبه.. فالإجابة الصحيحة سامة 
لسؤالٍ قد يصيب شلالاً .. بالشلل:
"لماذا " حدث ما حدث؟

صائد الغزلان


وعندما جاء الفهد يلهث مُجهداً .. 
وبين مخالبه رأيت أطراف الحشائش 
مُعلّقة دون تذمر 
نظرت له مُندهشاً 
منذ متى تتسارع أنفاسك
يا صائد الغزلان؟ 
أراني الفهد م كان يخبّئه خلف ظهره 
وقال
"كنت أختار لها .. وردة"
شممتُ الوردة.. فهمست لي 
"لقد تأخر الفهد!"

وكأنه


وحيداً .. 
مثل نجمة في السماء ملّت انتظارِ 
عاشق مُستلق يناجيها بما فيه


وحيداً .. 
مثل جبل لم يرى من السماء عطفاً وإنما 
يخسر من وجوده مع كل قطرة من مطر


ومثل .. 
برق يشق العمر والتاريخ بلا إنذارِ
يخترق الرفض .. والبُعد.. والأسرار


وكأنه.. 
طمي النيل المجذوب بعد كارثة


أو أنه .. 
كارثة ستأتي بلا ريب من الوادي


وقد يكون .. 
الوادي نفسه بين جنبات الألم


ولكن الأكيد .. 
أنه .. وحيد

.
5 مايو 
2013