Sunday, August 26, 2007

أجمد فيلم قصير كوميدي في التاريخ

فيلم قصير لن تمنع نفسك من الضحك حين تراه
فهو أحدث وسائل الانتقام الحديثة
اتبع اللينك ده
أو ابحث في اليو تيوب على
Tamer المصرى تامرحسنى عادل امام بنات حب كركر دياب نانسى اديب
انا مش هتكلم عن الفيلم إلا من خلال التعليقات، لأن لازم تشوفوا الفيلم ده ضروري وادعولي
فيلم لولد موهوب جدا في التمثيل أتنبأ له أنه هيبقى طلقة .. ولكلمة طلقة دي حكمة

Sunday, August 19, 2007

عجبني هذا الشعر .. نادرا ما أقولها

ما أجمل أن تقرأ شعرا لسهير متولي، وما أصعب أن تختار أجمله، نعم أقول هذا الكلام لأنها أمي، ونعم أخرى لأني نادرا ما يعجبني شعرا بمنتهى الصراحة، ولكنها استطاعت أن تحتفظ لكل قصيدة بكيان خاص لا يؤثر أو يتأثر بقصيدة أخرى
وحين أقرأ هذا الشعر وكثيرا فعلت .. هناك شيء ما أرتبط به دون أن أفهمه
شئ أحبه
أحترمه
أصدقه
يبدو لأنها أحبت القارئ وأحترمته
فأصدقته القول
هذا ما حالفني حظي في اختياره
من رصيد سهير متولي الشعري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أول حدود الذاكرة
إبني الصغير ع السرير
مطبوعه على خده الرسومات مرتين
نام قبل ما انهيله الحكايه بكلمتين
ومتَبْته إيده على عربيه حمرا بنجمتين
مَلِّست على شَعْره الحرير
وسرحت لبعيد البعيد
إمتى تنبَت دقنك الناعمه بزغب
أو يبقى خَطوك ع السكك
مش جَري ورا طوبه
ولا نَط بعَبَط
وازاي هتبقى تستحي من صوتك المِخْشِّن
والشَعر اللي من طاقة قميصك مِنْطِلِق
إزاي يا "علوه" هييجي يوم
وتداوي جرح العشق من غير البُكا
وازاي هيبقى "محمد" الحيران بأسئلته الكتيره
شاب بيقول أجوبه
ازاي هتبقى لاخوك ف لحظه الشرنقه
وازاي هتجمعكم شوارع
تحكوا فيها كل أسرار الصِبا
أخين بتتشَبِّك إيديهم ف الخلا
تتبادلوا قمصانكم سوا
وتحِلّوا طلاسمكم سوا
وهييجي يوم
يمكن أشِب
عشان ما احط بإيدي على كتف اتفرد
يا إيدين طريه صغيره
ليه كل ما انطق إسمكم
تحاصرني لحظة إكتحال عيني بزمان
مش مُنْهَزم
واسمع صهيل الخيل
وجسمي يتنَفَض
واحلم أعيش زمن انتصار
واحد فقط
آه يا علي
كان في زمان صبي
صبـــــــــــــــــــــي
نام ف السرير
واتغطى علشان النبي
يقدر يخطي من حدود داره لأُمَّه
قبل ما تقول الشهاده
صدَّقت
نام والسيوف ع الباب بتصرُخ
بالخيانه
والعَمى
ما ركعش يوم
إلا للواحد أحد
وانا قبل ما احبُّك ع الكتاف طرف الغطا
اتململ الجسم الصغير وانكمش
وعرفت إني مش بقول حدوته
ع الشاطر حسن
أنا بس وسَّعت المسافه
ما بين زمان أعوج وبين
أول
حدود
الذاكره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من قصيدة على الورق
-
وعلى الورق ..
رَجَع الحصان للخيمه وشه بينحنَى
والفارس المطعون على السرج انكفَى
رجع الحصان بالدم ناشف ع الرُكَب
ماخلفش وعده بالرجوع
بصهيله بيهش النسور
مشدوده لروايح الدِ ما ولوقت موت
والوعد خيمه اتمرجحت قُدام عيون
نار القبيله اتنتورت
والأرض دارت بالحصان
نَبَحت كلاب
قاموا العيال
بَرَك الحصان
والموت على اتنين اتقسم
والحبر على ورق انسكب
مَرْثيه للعهد اللي كان
لمسه على رقبة حصان
ولموت بيكبر ع الورق .
-
وعلى الورق..
"أسماء"* بتشبه بنت مره انا شفتها
بعيون جريئه عرفتها
بتخبي ف ضفاير صِباها حلمها
والله بنت مهش ولد
طالعه ف ليل الصحرا يحبي قلبها
وستاير الخوف و البروده تهزها
أ شباح بترقص من بعيد
وهي بس لوحدها
وعلى الورق ..
قُلت لها خُفتي؟!
قالت لي قلبي نط قَبْلي
نوّرت كل الدروب
ونّسني ليل شقيته وحدي
إزاي أخاف ..
وانا دمي واخد من أبويا الصدق
مش حبر الكــــــــلام!!


*أسماء: ذات النطاقين، بنت أبي بكرالصديق
-
وعلى الورق..
بسمع "بلال"
بيوضي كل الكون أدان
دعوه وأوان
بيدب بنعاله ف صمت الليل أمان
قادره أحس الخطوه مرعوشه بحنان
بتحن ع الرمل اللي راسم خطوته
طالع يلملم غنوته
للي انتظر الله أكبر
واللي ف قلبه النور يكبّر
دبة النعلين كلام
فيها ســـلام
بتلبي دعوة رب فرحان بالعباد
وقابلته انا
إداني ورقه واختفى
ووقفت طول الليل وإيدي مطَبّقه
خايفه تضيع مني الحروف
خايفه أفَتّح عيني معرفشي أشوف
خايفه يسيل الحبر من عرق الكفوف
نفسي أشوف ..
فَتّحت عيني لقيت على السقف الحروف:
"صبراً جميلاً يا صبيه"
مكتوبه بالنور والدموع
مش ع الورق ..
لأ شفتها بره الورق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ده لمحة من شعر سهير متولي
عجبك ؟
رقم 402 من أي محمول
على رقم 9367
دلوقتي مش عشان اصحاب
دلوقتي عشان ده شعر .. لو عجبك

Saturday, August 18, 2007

ممكن أشرب شاي ؟


نتخيل سوا إني زرتك في البيت، إيه اللي هيحصل ؟
أنا عن نفسي هبقى قاعد على راحتي وكأني في بيتي وده أكيد شئ يبسطك
بس أعتقد نك هتصر إني أشرب حاجة صح ؟
ولو أنا قلت لأ ؟
هتقعد تقول والله ما ينفع .. انت بخيل ولا ايه ؟ يعني أما اجيلك مش هتشربني حاجة ؟
أه ده كلام سليم

ولو قلت لكوا أنا عايز أشرب شاي .. وفي إيديكوا أنكوا تقدمولي الشاي ده وأنتوا في البيت .. ومن غير ما تدخلوا المطبخ والحوارات دي كلها .. لا خالص .. ده وانتوا قاعدين قدام شاشة الكمبيوتر .. أو حتى في مواصلة .. أو بتتمشوا ع النيل
طبعا مش مفهومة كوباية الشاي السهلة أوي دي
كوباية الشاي دي ببساطة رسالة
والدتي في مسابقة شاعر الشعراء في سوريا دلوقتي .. والمسابقة فيها تصويت
والدتي كانت خدت جائزة أحسن شاعرة عامية في مصر من حوالي 3 سنين

بس دلوقتي نتيجة المسابقة معتمدة على نقطتين
خمسين في المية لجنة تحكيم - وهي طلعت التانية على العشر متسابقين اللي معاها
وخمسين في المية تصويت - وده شئ في إيدينا مع بعض دلوقتي جمهورية مصر العربية كل ما يتعلق بالاستفسارات الخاصة الموجهة للجنة التحكيم والمتسابقين في أحداث الحلقات لهذه الدولة فقط. صوت للشعراء وأعضاء لجنة التحكيم الآن على الأرقام التالية:
Mobinil 9367
Vodafone 9367
Etisalat 9367
عن طريق الارقام السابقه يتم ارسال رسالهsmsبرقم الشاعر المراد التصويت له
الرقم اللي المفروض يتبعت في الرسالة هو 402 هو ده رقمها

أرجو انكوا تصوتوا أول ما تقروا البوست لإن التصويت لغاية يوم الاحد بس
اعتمادي على الله وعليكوا
وميرسي جدا ع الشاي

Tuesday, August 14, 2007

أن تكون علي قنديل


«

أحبك , وأنتِ على لوحة الغيب سطرٌ تغيّمه الأبخرة, وأقسم أنكِ لي, ترقدين كأسطورة في خلاياي, أو تقرأين الجريدة, يأتي إلى الأذن صوتك .. يشبه أخر قطرات مطرٍ على النافذة
»

كتب هذه الكلمات شاب لم يتجاوز السنة الأولى من عقده الثاني
وُلد في 5 / 4 / 1953 في قرية الخادمية بكفر الشيخ, يُدعى علي قنديل, درس الطب بجامعة القاهرة وكان علياً في أخلاقه, قنديلا في شعره, لم يصدر له إلا ديوان واحد بعد وفاته "كائنات علي قنديل الطالعة" والذي تمت طباعته عدة مرات, من أهم ما يميز شعره هي تلك النظرة السينمائية الجديدة في قصائده, فيشعرك أحيانا أنه مصور أو مونتير سينمائي وليس شاعرا, عاش يشاهد أكثر مما يتحرك, يكتب أكثر مما يتكلم, بدأ كتابة الشعر وهو في المرحلة الابتدائية, كان اسمه الأول في قائمة فصل المتفوقين طوال مراحل تعليمه.
أحبه الجميع, , أحبوا الشعر من خلال قصائده, أحبته ملابسه التي لم أسمع أنها اتسخت يوما, كان يخطو بخطواته الهادئة في مدينته دون جهاز محمول, ودون أن يقطع الطريق على أذنه بسماعات الإم بي ثري, فاتصالاته كانت بعينيه الملونتين وأذنه التي لم يغلبها النعاس أبدا, لم يبحث عن فرصة عمل كمندوب للمبيعات وإنما اختار قائلا

«علىّ أن أكون اللونَ الثامنَ في قوس قزح»
عاش علي قنديل كبطل وسيم لمسرحية شعرية من تأليفه, يتحرك متراقصا برشاقة على يمين المسرح حتى ظهر الفصل السابع عشر من شهر مايو 1975 لتأتي عجلات سيارة الجيش الضخمة الطائشة من أقصى اليسار لتتكالب على هذا الجسد الأقرب إلى الخط العربي منه إلى الإنسان, الذي لا يعلم قاعدة النيشان, ولا الخنادق, أو حتى الفرق بين الرصاصة والسونكي, ليموت مثل أي مدني
شاعر مد يده في جيب قميصه الأبيض يقدم لنا إستراتيجية الارتقاء بشعر وطنه حين قال
«
إيحاء , هناك ترقدُ الألوانُ على العرش , من تحتها تمر طوابير الصباح بين تصاعد الأشجار والتفافات السحاب كالنطاق الأخضر حول خاصرةِ الزمن المتحركِ في كل الأبعاد هناك أحجام ثقيلة من وقع الخُطى , والعيونُ والمصائد والأنهار التي لا تنزل مرتين , وأطفال هناك حيث الجبالُ التي تنمو من أعلى ... وحيث زهور لم تقف عليها فراشة بعد
»
شاب تظهر على وجهه بعض نظرات المغامرة, عندما كان يقود كتيبة أصدقائه الذين لا يجدوا مكانا يبيتون فيه بالقاهرة, متسللا لغرفته في المدينة الجامعية, ليأوي أصدقائه من برد طرقاتها وقسوة أرصفتها. كان هذا هو الجيش في نظره
«
يمكن لعبق النارنج أن ينبُتَ بين عروق الصحراء ,وأن يكتبَ تاريخهُ على مساحات الأوجه الميتة حين يسقط الظل كاشفاً عن بقعة النور التي تنمو كوردةٍ تمتد في كل اتجاه ... ويستدرجُ الساحرُ الآدمي شمسهُ من مدارات الغروب
»

اتسع صدره لطموحاته ولآلامه , حتى عندما صدمته سيارة تحمل رمز حماية المدنيين, لم يركض دمه على الإسفلت, واختار أن ينهض بنزيفه الداخلي ليخطو نحو المستشفى على قدميه متجاهلا بكاء حذائه الذي ينعى صاحبه, كي يموت شاعرا على سرير عجوز بدلا من الاحتضار على تراب الرصيف .. كنوع من البحث عن كرامته التي طالما صنعها لنفسه وحافظ عليها حتى أخر أنفاسها الناعمة التي ظلت تدخل وتخرج من رئتيه الصافيتين كحمامة سلام ولكنها تجيد فن كتابة الشعر.. وإلقائه
أعترف بأنني في هذا الموضوع لم أكن محايدا, ولا أجد في هذا عيبٌ, فهذا الشاب عمي, الذي أتيت الحياة لأجدهم يطلقون عليّ اسمه, وتبكي جدتي حين ذكر اسمه الذي كتب على شهادة وفاته منذ أكثر من ثلاثين عاما، ودللتني كثيرا علني أرتدي ياقة قميصه, وظللت أحيا محاولا أن أفهم دون جدوى ما هي تعويذة .. أن تكون علي قنديل

Saturday, August 11, 2007

العربية فيها مطرب يا حضرات





مفيش داعي تشتري الشريط .. كده كده هتسمعه في
الميكروباص
....
مصطفى كامل يغني من طبقة العناية المركزة
....

مازال مصطفى كامل يعاقبنا على الذنب الذي لا نعرفه، فقد ظهر ألبومه متسربا على النت والذي يحتوي كالعادة على صراخه وسبابه ولعناته التي تشعر أنه يوجهها لك !
عرفنا كامل كاتبا للاغاني، والحق يقال أنه لمع بعدة أغاني ولكن علاقة مصطفى كامل بالطرب مثلها مثل علاقتك بقراصنة الكاريبي، لماذا يغني مصطفى كامل رغم فشل ألبوماته وضعف بيع المسروق منها أبو 2و3 جنيه ؟ لماذا قد يخطئ سائق الميكروباص ويعطي شريطه لأمين الشرطة بدلا من الرخصة ؟
الأسباب قد تتلخص في الأتي : المبدأ الأول هو حشر كلام كتير بحيث السواق – عفوا – أقصد المستمع يحس انه بيسمع كلام مهم ! وتتوالى المبادئ من الاعتماد على الناي لإعطاء إيحاء بالألم والشجن، والتعبير عن ضياع العمر وقسوة الظروف وخيانة الحبيبة التي تعمل في محل تصوير مستندات، وكل مواضيع المراهقين ومحدودي الثقافة.
ولا يستطيع كامل الاستغناء عن حقل ألغام كلماته من صعبة الحياة – خاينة – سنين – ويلة ( مؤنث ويل أصلها طلبت بلاغة )، يا طير – الطريق – على كيفك – الصبر – الجرح وهكذا!
ولأن الله لا يحملنا ما لا طاقة لنا به، جاء في الألبوم 8 أغان فقط – أه والله الحمد لله- ولكنهم كفاءة يعملوا معاك الصح من صداع وغم ونكد، " أجمل سنين العمر" أغنية الهيد التي شارك في تلحينها كامل بنفسه مع شريف حمدان، كالعادة ناي يفتعل الرقة ودرامز يحاول العازف تدميره بقدميه وساعده وكامل يستعرض مهارته في افتعال البكاء. " أديني عايش " نفس الناي والدرامز لسة متكسرش ! وكامل مازال يتألم على سبيل الإحساس في أول الأغنية ويبدأ في إلقاء كلامه الكتير ولن تتذكر كلمة من الأغنية . " إرجع بقى "، المفروض إنها أغنية رومانسية ينادي فيها كامل - بعد أن لحنها - على حبيبه، فسيطر النداء وانتصر على الغناء ! وفي " أنا أسف " يعتذر فيها كامل عن أشياء متخبطة يصرخ فيها تارة ويتنحنح تارة، وفجأة تكتشف ان حبيبته ندمانة على فراقه .. هو مين بيعتذر لمين عن ايه ؟ " مش حتنسى " يتقمص كامل دور الرجل الواثق في نفسه وفي مدى جاذبيته ويقول " أنا مش هتنسي " ويصر على ان حبيبه سيظل يذكره بغض النظر انه – كامل - مازال يبكي في غنائه !
فاصل مع الزقططة ! وأغنية " مع السلامة " يقول فيها " استن تعال هنا خد بس بص بقى واسمعني هقولك ايه " وبعد هذه المقدمة الطويلة يقول لها مع السلامة، كل ده بسرعة عشان واضح انها مستعجلة !
صباح الإحساس في " واقفة ليه" ألحان كامل و محمد جابر، مازل لاعب الدرامز يحاول تدميره دون جدوى، نفس المعادلة: صراخ وتألم وكلام كتير ولحن ضعيف = أغنية لمصطفى كامل .
افسح صدرك كثيرا لأغنية " الله يسهله " التي لحنها كامل الموهوب في التلحين والغناء فهي الفقرة الكوميدية بالألبوم، بدايتها متفهمش بوب ولا جاز ولا شعبي، وتتملك الجرأة من مصطفى كامل فيغني موال .. والله موال! والدف والصاجات ماشيين تمام وفجأة تشعر أنك تسمع أغنية الحنطور والمفروض الأغنية فرايحي بس برضه مصطفى كامل بيعيط !
ألبوم حين تسمعه ستسجد لله شاكرا على نعمة صوتك العذب، لكن لا تفكر جديا في الغناء .. انت شايف !
نشر في الدستور وسبب قلقا بالغا لأحد المطربين .. يا ترى مين .. يا ترى مين؟

Tuesday, August 7, 2007

السكون .. الصمت .. الهدوء
ثلاثة أضلاع متساوية لمثلث متساوي الزوايا سيطر على كياني، وأعترف أن هذا المثلث منع أفكار الانتقام وشرب الدماء وإطلاق النار على هذا السائق ولكن..
الصدمة العصبية مازلت أعتقد أنها لم تظهر في كتابتي حتى الأن، فما لم يعلمه هذا السائق ظريف المزاح أنه وضعني في خانة اليك، وحملني ما لا طاقة لي به من مسئولية أرواح الناس والفزع من تلك المسئولية.
جلست مرة ثانية بجاور الشباك انظر بعيدا كعادتي حين أشعر بالغضب أو أمنع نفسي منه، لأجده يلتفت إليّ مازحا للمرة الثانية : " ما تيجي جنبي وودي الشنطة هناك ......" قاطعته بحسم " هششششش"، وعدت أنظر من الشباك.
بدأ المثلث في الاختفاء تدريجيا، وبدأت أغوص في شكل هندسي مكون من ألف ضلع وضلع أهم ما ميزه الانتقام والتعدي بالضرب والسب والقتل والحرق والسلخ والبصق والشنق وإطلاق النار وإلقاء مية النار ومعاني شرسة عدوانية كثيرة، ولكن العقل قد بدأ يعمل ولفت انتباهي لأن هذا السائق ليس من الخط لذا فليس له معارف في الموقف ! وأنا معروف للسواقين كابن ناس ومحترم وهناك من يعتقد أنني مخرج سينمائي أو إعلانات وتخبطوا في مهنتي التي وصلت لمقدم نشرة أخبار بلغة أجنبية، لهذا فكرت في استغلال هذه الشعبية الورقية عند الوصول للموقف وأديني هضمن إن اللي هيتدخل هيكون في صفي مش في صفه !
وقد كان، ظللت أتمتع أو أقنع نفسي بأنني أتمتع بالمناظر التي أحفظها عن ظهر قلب من خلال الشباك ممنيا نفسي بسرعة الوصول لتبدأ المصارعة الحرة المتحررة بيني وبين السائق الذي بدأ يشعر أنني أضمر له في نفسي .. شراً !
لا أريد الخوض في تفاصيل الشتائم التي قام بها الركاب لأنني لم أكن في حالة تسمح لي بمتابعة هذه الأمور، ولا أؤمن بعقاب الشتائم. لكن المميز في الأمر هو بعد قرابة العشر دقائق صاح أكثرهم سبابا من الخلف " على جنب يا اسطى أما أفك مية " ومن باب المصالحة ركن السواق السيارة على جانب الطريق فورا قائلا " من عينيّ ! "
عيناي الثابتتان على مرأة السيارة بعدستها المحدبة وجملتها الشهيرة " الأبعاد غير حقيقية وتظهر أقرب من الواقع " رأيت شخصا ينزل من الباب، ثم الثاني، الثالث، الرابع، ما هذا ؟ هل أصبح التبول على الطريق السريع اتجاها قوميا ؟
لا يا سيدي ولكنه الانتقام .. فقد انتزعوه من باب السيارة وأخذوا يكيلوا له اللكمات والركلات والعض والخنق والهبد في الأرض !
ورأيت معركة وحشية أمام زجاج السيارة بمسافة لا تزيد عن متر ونصف المتر، تكالب الاربعة مثل ذكور الأسد على أنثى النعامة، حتى أنني أكاد أقسم أن السواق كان بيطير منه ريش زي خناقات الديوك كده !
كل هذا وأنا ثابت، مؤمنا تمام الإيمان أنني لو نزلت من السيارة سيموت السائق فهو لن يحتمل الخامس، وأنا لن أؤدي دوري بضعف فقد كنت أكثر من تأذى من كاميرته الخفية لذا أعتقد أنني كنت سأفقد صوابي أكثر من ذكور الأسد.
لم يحاول أحد انقاذ السائق وظلوا يتمتعون بتأوهاته وشتائم المنتقمين ودمائه على وجهه، حتى انتهت العلقة وركبوا جميعا وجلسوا اماكنهم وهو يقف أمام الباب الكبير ويعتذر عما بدر منه لكل راكب منهم، ثم قفل الباب ومر بجوار زجاج نافذتي ليفتح بابه ويركب بجواري فأجد وجهه قد تشوه من الألوان البنفسجية التي تماشت مع لون شفتاه والدماء الحمراء القاتمة تسيل على جبينه .. ليدير محرك سيارته محنيا ظهرهفي انكسار وندم مبالغ فيه .. ناظرا إليّ .. ويضحك " تهيء هئ هئ " .. أه والله !

Wednesday, August 1, 2007

الحل الوحيد أنط م الشباك .. صح ؟



كان الحل الوحيد في مثل هذه الحالة البغيضة، هو القفز من باب السيارة والسلام، وقد تذكرت الأن وانا أكتب هذه السطور أنني فكرت في هذا بالفعل، ولكن هناك عدة معايير منعتني، أولهما أنني أحترم نفسي أكثر من القفز من الميكروباص، ثانيهما السيدات اللاتي أخذن في اللطم والعويل، ثالثهما ( وبصراحة أكثر.. أهمهما ) هو أن أظهر بمظهر البطل الذي أنقذ كوكب الأرض .. عفوا الميكروباص !


وبدأ علي - المتبطل - يتصرف بهدوء، أولا أمسكت بالطارة وركزت على أن أظل في منتصف الطريق تماما، كي يصبح اختيار الانعطاف يمينا أو يسارا متاحا، طب والله يا اوساذ علي ده كلام سليم، ثانيا حاولت أن أبعد السائق عن طريقي كي أتمكن من القيادة ( بالمناسبة أنا ياما سوقت ميكروباصات) وأثناء محاولتي للتعامل مع السائق فوجئت به - رحمه الله - يفرز رغاوي بيضاء من فمه على بنطالي، عندها استوعبت أن الرجل قد مات وأننا فعلا في خطر.


لم تتوقف النسوة عن العويل والصراخ لحظة، وعندما شعر الرجال بأن عليهم دورا يجب أن يؤدوه في زيادة حالة التوتر، بدأوا جميعا في بناء دار الإفتاء المصرية بالخلف والتي اعتمدت على هتافات مثل:

أحدهم 1:بص بص بص بص بص .. عندك هاند تحت الدريكسيون .. شدها جامد

أحدهم 2: دوس فرامل دوس فرامل دوس فرامل دوس فرامل


إحداهن1: اعمل حاجة يا بني هنموت هنموت هنموت اعمل حاجة


أحداهن2: يا خرابي يا ختي الحقيني يا مرات عمــــــي


إحداهن3: هو السواق مات يا بني ؟


بالنسبة للراكب الفاضل الذي اقترح مرتعشا بشد الهاند هذا كفيل بأن يقلب السيارة بمنتهى البساطة لانها ميكروباص


أما بتاع الفرامل .. هناك ما يدعى بالدبرياش لازم ادوس عليه الاول عشان .. ملكش دعوة


اعمل حاجة .. كلنا هنموت يا حجة فموتي وانتي ساكتة


نفسي افهم بقى، اللي كانت بتنده على مرات عمها دي.. مش كانت قاعدة جنبها برضه ؟


أما السيدة الفاضلة التي تسائلت عن مدى طول عمر السواق، أحب أقول لها لأ بيستهبل يا حجة !


كانت هذه الموسيقى التصويرية التي كان يجب أن يعمل عقلي بكفاءة وهي تحاصره، فكان لابد من أن يخرس كل هؤلاء المجعجعين الصارخين كي أتمكن من إنقاذهم، وبناءا عليه تطاولت على الجميع بصوتي الجهوري الفظيع وصرخت فيهم كي يصمتوا بشكل مفزع، ويبدوا أنني كنت مقنعا حتى أنهم صمتوا لقرابة العشر ثوان،وكي لا يختلط عليك الأمر لابد أن تعلم جيدا أن كل ما فات هذا لم يتجاوز ال40 ثانية .. أه والله !


أطلقت العنان لمصابيح الانتظار التي أخذت ترتعش رعبا، والسيارة مازلت تركض على الطريق مثل الأبجر إذا تخدر، وكل ما كنت أحاول فعله (وهذا تصرف سائق محترف بالمناسبة) هو الوصول للدبرياش خاصة وانها قدم واحدة التي استطيع التعامل بها كي أغيّر غيارا عكسيا نظرا لازدحام الدواسة بقدميه الثقيلتين ( يعني لو هو على الخامس اخليه على الرابع وبعدين التالت وهكذا لغاية العربية م تقف لأنها بتبطأ بعد كل نقلة )


ما إن اقتربت كثيرا من الدبرياش، وها هو أمل الإنقاذ يقترب، ارتعشت قدمي بشدة من التوتر، رغم أن عقلي بدأ يتخيل الورود والاستقبال الحافل في المطار قصدي الموقف والفتيات الحسناوات التي سترتمي على صدري، والنساء الكبيرات سيدعون لي بطول العمر ودوام الصحة .. وجدت السائق يعتدل ضاحكا : إيه يا عم انت خفت ولا ايه ؟ تهئ هئ هئ

طلع بيستعبط يا حجة !!!!!!!!

رد فعلي .. ؟؟ رد فعلي أنا ؟ بعد ده كله ؟ البوست الجاي والأخير