Sunday, February 22, 2009

يبدو

كنت في التاسعة من العمر، عندما قلقت من نومي على تلك المرتبة الصحية الراقدة على نوعا من أنواع الموكيت الفاخر، بعيدا عن منزلي الذي اعتدت اللعب فيه، وبعيدا عن غرفتي التي حولتها يوما ما إلى خيمة وانتقلت بها إلى غابة مليئة بالدببة الشرسة في خيالي النضر ..

أقلق من نومي فجراً، أجد مصدراً لضوءٍ خافت .. خافت للغاية، بالكاد أستطيع تمييز حوائط تلك الغرفة التي كنت نائما بها، وأرى أخي محمد الذي يصغرني بعام وأقل من النصف، نائما ناحية الزاوية المقابلة لي، على مرتبة مماثلة لخاصتي ..

الجو الصامت العميق .. ذلك الصمت الذي يتردد داخل طفل في التاسعة، ويسبب وجعاً غير مفهوم وغير قابل لفكرة القياس .. تمكن مني في سن التاسعة، كان خوفاً يتدرج بسرعة جنونية إلى أوسع حالات الهلع ..

أستند على كوعي ناحية مصدر الضوء الخافت، لأجده باب الغرفة التي ننام فيها أنا وأخي مفتوحا عن آخره، أحاول في التحرك وكشف الغطاء كي أنهض، لأجد شبحاً يقف لي متربصا خارج الغرفة، أخاف منه وأنكمش .. أنظر إليه في تركيز شديد لرصد سرعة حركته مهما كانت بطيئة، فهذا الشيء لابد أنه يتحرك نحوي

أشعر بدموعي تنهمر داخل صدري، وخوف ضخم لطفل في التاسعة، صرخت كثيرا وكثيرا .. صِحتُ على أبي وأمي مرارا وتكرارا، لكن لم يستطع صوتي الخروج من براثن الخوف داخلي

كرهت الخوف لكثرة ظهوره في حياتي، وكنت أظنها حياة شاسعة وأنا في التاسعة، والآن وأنا أتحرك متراقصا في عامي الرابع بعد العشرين، ناسياً الخوف حتى أصبحت لا أعلمه إطلاقا .. أهمس بهذه الجملة لنفسي الآن :

يبدو أنني أفتقد الخوف