Saturday, February 19, 2011

صور فوتوغرافية

هناك شيء ما يحدث

هذا حتمي وطبيعي .. ومتكرر

إلا أنني أقولها بشيء من القلق

فأنا لا أعلم ما هذا الشيء

أعلم أن له علاقة بي

وبما في

لكني لا أراه على الإطلاق

رغم أنه يعترض طريقي

" أفقد ذاكرتي تدريجياً، الآن الحال اسوأ، فقد بدأت أنسى ما حدث البارحة بعدما كنت أتذكره بوضوح .. أو هكذا بدا لي. "

منذ بضع أيام كنت أحاول بصعوبة تفقد ما حدث في النهار ولم أنجح في هذا، مما يعني أنني أعيش نصف يومي فقط، على الرغم من أني تمكنت من الاستيقاظ مُبكراً واللحاق بنور الشمس مدة لا بأس بها .. حسبما أتذكر!

أفقد تفاصيلي، وأصدقائي يخبرونني بعدد من النوادر يُفترض بي أن أتذكرها بوضوح لإنها من إنتاجي، أسمع عن البارحة ولا أعيشها .. اللعنة !

قال لي أحدهم أنا هذا يُسمى "عدم اتزان ما بعد الحرب" أو شيء من هذا القبيل، ولكني لا أعلم شيئاً عن هذه الحالة، أنا فقط أريد استعادة هذه الأشياء التي تسقط مني بلا مقابل

كتفي وكوعي في طريقهما إلى الشفاء، وضلوعي الآن على ما يُرام، وقدماي في أحسن حال منذ البداية، إلا أن هناك جرح سخيف برأسي يعاني من ترياق الخلود تقريباً، لكن كل هذه سخافات مقارنةً بتلك الحالة العنكبوتية التي تخفي نور الشمس، تلك الستارة الجنزيرية التي تستمد برودتها من امتصاص الأمل في تذكر ما يحدُث

لا أعلم من أول شخص قابلته أو رأيته عندما استيقظت، ماذا فعلت؟ حتماً اغتسلت، بكل تأكيد تناولت شيئاً أو شربت شاياً "خفيف سُكر زيادة"، أتمنى أن أكون قد أكلت شيئاً قبل سيجارة الصباح

سمعت أنني خرجت أول أمس مع صديقي، تسكعنا قليلا بالسيارة، وتعرفنا على فتاتين لا يمكن وصفهما بكلمة أصدق من التي قالها صديقي عنهما "زبالة"، بل أن إحداهن هاتفته وطلبت منه أن تسمع صوتي، لا أعلم ماذا حدث لتخاطبني بهذا الاشتياق واللوعة طالما –وفقاً لصديقي- لم يحدث بيننا شيء يُخـِل بأي شيء .. هذا ما أذكره تقريباً!

الآن يذهب الماضي من بين أصابعي مثل الماء، وكما يترك الماء قليل من البلل على الكفين، فإن الماضي قد ترك لي بعد الصور الفوتوغرافية الثابتة بلا حياة، مثلاً .. أرى الآن صديقي تامر يناولني لاب توب وهو يضحك، أرى شادي مبتسماً يُمسك جيتاره ويلعب لحناً أتذكر أنه غربي –كعادته شادي يهتم بالموسيقى الغربية مع الجيتار- ويطقطق بأصابع قدمه كعادته أيضاً

أرى إسلام يقود سيارته وينصحني بالاستماع جيداً لهذه المقطوعة القادمة لأرمن فان بيورن، وأراه يقهقه بلا توقف

كلها عادات .. صور فوتوغرافية موجودة في خزانتي الفكرية من الأساس، ليست دليلاً على أنني أذكرها بعينها، فأنا أتذكر الأشياء التي عهدتها فقط، ضحكات، ابتسامات، كلمات،،،

لا أذكر شيئاً تلك هي الحقيقة

هي نوع من أنواع الانتشاء .. ولكنها تنتشل المرء من حياته إلى مرحلة مُبهمة تشبه كثيراً العام الرابع بعد الثمانين في عمر كهل متوتر!

تعبت .. فأنا للأسبوع الثاني لا أذكر ماذا حدث البارحة، كهذا أخبروني!

Thursday, February 10, 2011

مازلت أبسط شاب .. من شباب 25 يناير


:آخر كلماتي قبل أن أعود للميدان وأستقر هناك بلا خروج


قبل أي شيء أصلي لله من أجل الشهداء الأبطال

أبعث برسالة لكل الصامدين في الميدان

افتقدتكم كثيراً في تلك الساعات القليلة

ولمن يقرأ كلماتي أقول:

أنا برئ من كل الفنانين الذين خانوني كمصري

وفخور بكل الفنانين الذين عرّضوا مهنتهم للخطر ونزلوا معنا الميدان

أنا برئ من كل الجبناء الذين :

يتابعون التلفزيون المصري الكاذب (بعد انقطاع دام سنوات طويلة) كي يبرروا لأنفُسِهم خوفهم

يقولون نتناول الأطعمة السريعة

كي يبصقوا في معدة الجوعى (بسببهم) .. يا للرخص

أنا عائد للميدان ..

ولن أخرج منه إلا برأسٍ مرفوعة

أنا ضد حكومة وسياسة وحزب مصر الحاكم

أنا أعلن :

الإعلام المصري مؤسسة رخيصة ومنافقة

متابعي الإعلامي المصري كسالي وجهلة

تصريحات رجال الحكومة كاذبة وظالمة

في تلك الدقيقة التي يلعبون فيها على مشاعركم

يطلقون علينا النار

أقول:

حسني مبارك مُجرم

ساهم حتى (ولو بالتقاعص) عن المسئولية في

مقتل وغرق وخنق وتعذيب الآلاف من

الشباب والرجال والناس والأطفال

ساهم حسني مبارك المُجرم في

انهيار ثرواتنا الزراعية من قمح وقطن وقصب سكر

سرطنة أسماكنا ومزروعاتنا

انهيار صناعتنا المصرية وفتح مجال للاحتلال الصناعي الصيني

مبارك قرر

أن يُرهبني كمواطن مصري

بزرع اللابشريين من عناصر الداخلية

الذين يعترضون طريقي ويتعدون عليّ أحياناً جسدياً ونفسياً

بإجبار الموظفين على أن يرتشوا

كي أنجز أوراقي الحكومية

بقمع وجهات نظري عندما كنت طالب جامعي

من خلال عدد كبير من عناصر الداخلية

على بوابات الكلية

وفي ممرات الكلية

وبزرع طلبة جواسيس في المُدرج ستلعنهم ذاتهم

حسني مبارك كاذب

حسني مبارك ضعيف

حسني مبارك خائف مني الآن

لإنني عندما وقفت مُسالماً في ميدان التحرير

وأطلق عليّ المجرمين .. مُسجلين خطر أو ضـُباطاً فاسدين

وأطلق عليّ النار .. الحي والمطاطي

والغاز المُسيّل للدموع

وقذفني بالسكاكين والمولوتوف

استطعت أن أثبَت مكاني وأثـُبت للعالم كله أنني مصري مُتحضّر

مبارك ليس أب

فهو لم يُفكر أبداً كيف يُنمي قدراتي

مبارك ليس وليّ نعمتي

بل هو بلطجي يسرق قوتي من أجل بلطجيته

مبارك ليس قائد

بل هو أخرق يُنفذ رغبانه الشخصية

مبارك وغد

باعني وباع ثروتي من غاز طبيعي

كي لا يدخل في حرب

رغم أنه يعلم تماماً أنني مقاتل شرس

مبارك تاجر مخدرات

أرى سمومه في كل ناصية من مدينتي

أرى مدمني أصنافه المتعددة في كل الشوارع

مُبارك جاهل

لم يهتم بالتعليم

أما أنا

أبسط شاب من شباب 25 يناير

مازلت في ميدان التحرير

ولن أخرج منه إلا مقتولاً مثل أصدقائي

أو رجل مصري يرفع رأسه

هذا أنا .. ستراني في كل شبر من أرض ميدان التحرير

ستراني طفلاً .. شاباً .. رجلاً

أو فتاة .. سيدة .. إمرأة عجوز

شجرةٌ تدعو الله من أجل مصر

حجرٌ ينتظر كف يدي كي ينطلق في وجة رصاصة

ميدان كبير يأخذنا في حضنه بعد اشتياق دام 30 عاماً

نقف هناك جميعاً

جوعى ومُصابين ومُفلسين

ولكننا .. نستمتع كل لحظة

بذلك الطعم الرائع

للقوة والكبرياء .. والعدل

نشم هناك عطراً مصرياً .. اسمه الحُرية

مبارك يعلم أنني على حق

أبي يعلم أنني على حق

أمي تعلم أنني على حق

انت تعلم أنني على حق

العالم بأسره يعلم بأنني على حق

ولكني لا أهتم

فأنا (أؤمن) كل الإيمان بأنني على حق

مُبارك وأعوانه ومواليه وجبنائه

لن يتمكنوا أبداً .. أبداً

أن يطفئوا نور عيني

أنــا مـصــري

علي قنديل

Thursday, February 3, 2011

بصفتي أبسط واحد من شباب 25

لم نحقق فوضى فلسنا نحن من أطلق السجناء
ولسنا نحن من أطلق النار وزجاجات المولوتوف وزجاجات مية النار
كنا نقف باحترامنا بإيدي فارغة اللهم من بضع لافتات
تغيير؟ .. كنا نطالب بتغيير نظام وليس تغيير الأسلوب .. ولم يتغيّر الاثنان بل العكس
قتلونا وأصابونا ودهسونا ونحن معزولي السلاح
لا نريد الرئيس بل نريد الشعب والحرية وضمان الغد
إذا كنت تعتقد أننا نتظاهر بلا هدف .. فتلك مشكلتك
لن نقف عاريين الصدر أمام النار والزجاج والرصاص.. بلا هدف
نحن نريد النهضة .. ويجب عليك أن تساعدنا للنهوض فعلاً
ولا تقل النهضة (مرة أخرى) من فضلك
لإنك كنت ومازلت تعيش في دولة نامية تعاني الفقر والمرض والجهل ونحن نحاول الإصلاح
لذلك قد تشعر ببعض الألم
...
أنا واحد من الشباب اللي هناك
لا جماعات إسلامية ولا أجنبي ولا الكلام ده كله
اتقوا الله وإعقلوا اللي بيحصل لمدة دقيقة واحدة
احنا طالعين عشانا وعشانكوا
عشان إحنا ضد المخدرات اللي بقت في كل حتة
والمدمنين دول ليهم طلعة عليّ أو عليك
عشان إحنا ضد التحرش اللي بقى عيني عينك
والمتحرشين دول ليهم هجمة على أخت أو أم أو زوجة أو بنت
من بيتي أو من بيتك

عشان إحنا ضد الاستغلال والنفوذ والواسطة
عشان ضد تصدير الغاز للأعداء
اللي في أجيال كتير مش مستوعبة إنهم قتلوا فرد في كل أسرة
احنا هناك صامدين عشان في مبدأ
الجرايم اللي حصلت في حقنا 30 سنة
مش هتتصلح في شهرين

أرجوكوا استوعبوا متصدقوش الكلام الفارغ
اعقلوا الكلام
مصر مكانتش في رفاهية واحنا اللي بوّظنا الدنيا
مصر لا بتصنّع عربية ولا بتنظم كاس عالم
احنا بالفعل كنا في فوضى
فوضى أمناء الشرطة والدكاترة المُهملين
فوضى السرطان والعيش اللي عليه فضلات الفيران أو أعضائها
حسبي الله ونعم الوكيل في الكدب
أنا راقد في البيت عندي 6 غرز في دماغي
خبطتين كل واحدة 3 غرز
فضلت أنزف وأنا سادد مع اللي أرجل مني هناك ألف مرة
ولما خيّطتهم كان من غير بنج
وكدمات في ضلوعي وضهري ورجلي ودراعي
عشان كنت واقف في الصفوف الأولى ضد بلطجية
معاهم سكاكين ومولوتوف ومية نار وخيول وجمال
بلطجية شايلين سيوف وسِنج ومطاوي
بلطجية الوسيم فيهم وشه فيه 5 خطوط من بشلة أو موس
كنا بننضرب ونروح نتعالج ونرجع تاني نصدهم
أو نقف نرُد عليهم بطوب من الأرض
والدم بيجري على رقبتنا وصدورنا
آه احنا متعلمين ومثقفين ودكاترة ومهندسين وفنانين
لكن الأهم من كده .. إننا أخواتكوا

مفيش حاجة غالية ببلاش
واحنا معندناش أغلى من مصر اللي بيحاولوا يطفوها
سلام عليكم ويكفيني ربي
لكن أرجوكوا .. بالعقل
إزاي نداوي جرحنا .. من غير إيدينا م تلمسه ؟

أرجوك أنشرها
عـلـي قنديـل