Tuesday, March 31, 2009

أطراف الدفا

"

مَن غيرِي تعاطفَ يوماً مع أمواجِ البحرِ في الشتاء ؟

أحَسَ بذلِك الصقيعِ الذي يُمسِكُها مِن مَلحِها

المتناثر دَاخِلها بعشوَائية ؟

"




قالها الشاطر علي بصوت مسموع وهو يقف أمام الدار شارد الذهن، هيئته توحي بأن هناك شيء شديد الأهمية يدور في خلده، فهو خلال العشر دقائق الفائتة كان قد طقطق أصابعه فوق الألف مرة، لوّح له حوالي ثماني أصدقاء ولم يعرهم اهتماما .. أو هكذا بدا للناظرين

الشاطر علي .. كان قد سافر في وقفته هذه على حصانه ومر على ذكرياته، في البداية لم يقف عند كل واحدة كثيرا، فقد كان يبحث عن شيء محدد، شيء كبير وتسهل رؤيته، لكنه لم يجد مراده بين كل تلك الذكريات المتلاطمة

الشاطر علي .. لم يبحث يوما عن شيء واستسلم، فهو على يقين غريب بأنه سيجد ما يبحث عنه، طالما يبحث وحده .. وفي وقفته هذه .. بحث كثيرا وكثيرا، ونبش بين أعوامه الماضية ولم يجد ما يبحث عنه .. تملك التعب من الحصان القوي فصهل صهيلا ضعيفا، مُـكللا باعتذارٍ للشاطر علي أن يستكمل البحث وحده .. فالحصان لا يقوى على العودة في الزمن أكثر من ذلك

الشاطر علي استمر في بحثه، حتى رأى الذكريات وما وراء الذكريات، التقط خيوط العنكبوت التي رُسمت خلف خشب الأفكار، براحتي يده .. حمل التراب المتراكم على أرفف الماضي .. وسمح لتلك المسامير الصدئة أن تجرح أنامله تلك الجروح المزعجة في سبيل الوصول لما يبحث عنه خلف القواميس والمعاجم التي التحمت في أعمدة المكتبة العجوز .. دون جدوى

الشاطر علي ... عاد من رحلته ليثبت في وقفته مرة أخرى، كتمثال نحاسي وحيد، فقدَ حصاناً .. لكنه لم يكن يقوى على الركض في الزمن على أية حال، وفقدَ في الرحلة قميصا أبيض اللون، لم يحاول أن يتذكر متى فقده بالتحديد، هل جذبه أحد ما ؟ .. أم أنها السنين وألاعيبها المستمرة في تعرية صدره .. وقف الشاطر علي ثابتا وقد ركز بصره على حجر جلس القرفصاء بجوار شجرة صغيرة .. ولما طالت النظرة بين الحجر والشاطر علي .. نطق الحجر بصوت ضعيف :

نعم .. مثلي تماما أيها الشاطر علي .. لم تعرف الدفء يوما كي تتذكره

الشاطر علي .. لتوه كان قد أحس الدفء لأول مرة في حياته، وحاول في رحلته هذه أن يتذكر متى شعر بالدفء ولم ينجح في ذلك، فقط لأنه لم يشعر دفءً من قبل

فالشاطر علي .. ظل يرتجف كل لحظة من عمره .. لأنه كان يشعر بالبرد، وفي هذا البيت .. علم الشاطر علي أن لا علاقة للدفء بالصوف .. فالدفء في البشر

وليس كل الناس .. بشر




Friday, March 20, 2009

سأخبرُكِ ما هو الحب

أعلى درجات الشعور العميق بالضعف

شعور بوادي سحيق أملس .. داخلي

فارغ

من أية تفاصيل

وأرى بين أناملك العالم

فرحاً بك

أناديك بصوت رجولي عريض

له نكهة صراخ الجنين القادمة من بعيد

يتوسل فيها للعدم

أن يمنحه الطمأنينة

أنتي



رؤية جبلية للمزارع الخضراء

وفكرٌ بريٌ شرس

ينتابني حين أشعر بخطرٍ

عليكِ


يصمت الكون حين تنوي الكلام

وينصت .. حين تبدئيه

ليستمتع بكل حرفٍ

من صوتك


وأنا

يا حبيبتي

لتوي .. سمعت اسمك

وقرأت صوتك

شاهدتك تسيري بهدوء

وسعادتي

تتشبث بذيل فستانك الوردي



لذا

يا حبيبتي

نظرت إلى نفسي حين أفكر بك

فرأيت كل هذا

وفهمت

يا حبيبتي

أن لا تعريف للحب

فالحب .. تعريف

لنا