Thursday, October 27, 2011

تـايـهـة



يا تـايهـة .. في غيط القصَب والزَرع

حُضنِي هِنا مَيفـَكّرش عُمرُه في مَنع

اسمَعي صُـوتـي .. وارجعي خـطواتك ال 100

تعالي .. إعقدي عَـزمك وإعلـني النيّــة

وهاتي معاكي عـُـود .. يشهَـد عَـلى لُـقـانـا

سُـكّـر عُـروقـه يـدُوب .. مَحبَـة جُـوّانـا


.

Wednesday, October 12, 2011

هتزعل .. وتجيب ناس تزعل


ده تعبير مش عارف لأمه أي تصنيف، هل هو بيئة ولا لأ، تعبير مش عارف له وش من ضهر يعني، لكن على الأقل فاهمه .. باختصار الزعل هيبقى كتير أوي يعني، وتاريخياً التعبير ده حلاله كدة: "هتزعل وتجيب ناس تزعل"، وهو تهديد ذو ضميرين، الضمير الأول هو ضمير السامع اللي هيزعل على نفسه، والضمير التاني هو ضمير السامع برضة اللي بيفكر يروح يجيب ناس ويكبّر الموضوع فاللي هو ارتاح يا روح أمك عشان هيزعلوا هم كمان!

التعبير ده بقى، ديكتاتور جداً، بيقرر مصير فرد وبيعلن عن رغبته في تحديد مصير أفراد تانية قبل حتى ما يملوا الاستمارات أو يتعرف خلقتهم عاملة ازاي، ومينفعش يتقال من حد إلا إذا كان (كـُبّرى)، مقامه كبير، وشه كبير، كفه كبير، أي حاجة رمزية أو بدنية تؤكد حدوث زعل من طرف أخونا المتحدث يعني!

والتعبير دة لازم يتقال بثقة، وبيتقال مطبوخ، مش رص وخلاص: هتزعل وتجيب ناس تزعل بطعم (يا حيلتها)، وبأداء واحد مش عايز يدخل في وجع دماغ لإنها مش هتاخد منه غلوة، بس يابا لو ليك شوق احنا جايين معاك في أي حاجة

مبدئياً أكتر من تلات ترباع الكوكب شايفين إن الزعل وحش، والربع اللي فاضل مقسوم نصين، يعني تـُمن وتـُمن، تـُمن متعوّد عليها، وتـُمن لا مؤاخذة بيستمتع بيها، ومتلقح في المواقع الإباحية وأسمع إنه بيقبض كويس وحلاوة

وموضوع الزعل ده موضوع مثير لنفوس عدد كبير من المصريين، يعني مُجرد فتح هذا الموضوع يُعتبر إعلان بالحديث فيه لفترة مش مجرد موضوع عابر، صحيح بينتهي بـ"ربنا ما يجيب زعل"، لكن الماضي القريب بيثبت إن احنا البشر اللي بنجيبه لنفسنا

مؤخراً شكيت في حاجة كدة بالوسواس اللي عندي، حاجة تتعلق ببهاء سلطان، كل م اروح حتة أسمع عربية معدّية او تكتك أو مكنة صيني وبهاء بيتساءل : أنا زعّلتك في حاجة؟ طب إيه يا حبيبي هي؟"، ومش بسمع أي كلمة تانية غير الجزء دة بس والموضوع بيستفزني جداً، عايز أعرف هو في حد هيرُد على بهاء سلطان ويكلمه في اللي زعلان منه؟ حبيبته مثلاً أو مديره في الشغل، أو البت أصلا مش زعلانة ولا حاجة هي بس عندها ظروف ومش رايقة النهاردة؟

أصل تكرار السؤال عن الزعل ده معناها إن بهاء سلطان مش بيقول حاجة في الاغنية كلها غير السؤالين دول، وده مُحتمَل لكن مُستبعد، أو الناس مُعجبة بالسؤال أوي وقاصين السؤال ده بس وبيتعاد لوحده؟

ليه بقى يا معلم قولت هنزعل ونجيب ناس تزعل؟

الأول احنا مُتفقين إن الأيام سلف ودين، جميل .. طب احنا بنتعامل إزاي دلوقتي مع كبار السن؟ في الشارع والمصالح الحكومية والسينما؟

أنا ملاحظ إن كبار السن بقوا تربة خصبة للتريّقة، وللأسف مقدرش أقول للهزار عشان كدة أبقى بكدب، يمكن من الحاجات اللي كانت مخلياني حابب البلد أوي وقت الثورة عدد الشباب الكتير اللي كان بيقوم في المترو للرجالة والستات الكبار في السن عشان يقعدوا، والشباب اللي بيساعد وبيشيل اكياس منهم، دلوقتي شايف إننا رجعنا تاني للحركات الأنانية القاسية بتاعة :عدّي يا حج شليتنا، لا يا حجة المحطة اللي بعد السادات اسمها المدافن، وحاجات سخيفة تانية معتقدش إنها ليها أي علاقة بالكوميديا أو الموّدة يعني

بقى عادي إن شوية شباب -للأسف- أهلم ناس محترمة، بيقعدوا ع الرصيف يهزروا (ومش دي المشكلة)، ويشتموا بعض بالأم وأحياناً بالدين (ودي المشكلة) بصوت عالي وفي ناس كبيرة في السن واقفة جنبهم أو معدّية قدامهم

معرفش دة نابع من انانية ولا سوء تصرف، لكن عدم تقدير الكبار في السن دة معتقدش إنه هيعود على الصغير دلوقتي .. بالتهزيق لما يكبر !

وأعتقد إن محاكمة مبارك خير دليل على كدة، (بالنسبة للي بيقولوا إنه كبير في السن)، هو نفسه أول واحد بهدل كبار السن اللي كان بيجروا هنا وهنا عشان عيالهم اللي غرقت في عبّارة أو ماتت على طريق سريع، أو اتحبست ظلم، أو تعبت بالكبدي أو الكلى، أو راحت تتعالج من حاجة وفي المستشفى الحكومية تعبوا بأمراض أكتر

هو بهدلهم (المساهمة بالتقاعص) في معاشاتهم اللي يوم عن يوم كانت بتحسسهم بالعجز أكتر وأكتر، وسمح للسينما في عهده تبهدل صورة الأب والجد والراجل الكبير في السن، وفي نجوم كبار ساهموا في تشويه الخانة دي من مجتمعنا وأسرتنا (عشان كدة بقول ساهم)

أنا بصراحة مش حابب أزعل ولا أجيب ناس تزعل ولا أزعل حد واخليهم يجيب ناس تزعل .. أنا واحد بيقدس الانبساط ومش بيحب النكد، عشان كدة أنا هبدأ أراعي وجود كبار السن وهحترمهم.. وعلى الله!


نـُشر في مجلة "إحنا" عدد شهر أكتوبر