Thursday, November 15, 2012

Hi 5



مش هنسى ..
 
لمّا شوفت المَكَن الصيني بيطلع من محمد محمود غرقان دم وعليه مُصاب بين اتنين شباب (سوّاق ومُساعد) وشوشهم غرقانة دموع وبقايا لونها أبيض من رش المحلول ..
وسوّاق كُل موتوسيكل بيعافر عشان يحافظ على إتزانه عشان المُصاب مش  الموتوسيكل .. والناس واقفة في سكتّه عشان "تتفرج"
ووقفت 7 ساعات بحاول أفضّي الطريق وكل اللي بقوله:
"من فضلك ده ممر إسعاف .. أرجوك ده ممر إسعاف"

وفي عز تحكُمي في أعصابي من برودة الناس اللي كانت جايّة تتفرّج، لكني كنت على وشك الإنفجار فيهم، وأفكار كتير عنيفة أبسطها استسلامي لبركان الغضب المنقوش على كف إيدي المتوّسخة من التراب والغاز والكنس، وأنزل بيها على وشوش الساقعين اللي كانوا بيتمختروا وهم بيعدّوا الشارع الصغير اللي في وش شارع محمد محمود
شوفت لقطة ..
شاب اتعاطف معايا لما لقاني لوحدي، ماسك عصاية وبيهش الناس عشان ترجع لورا، جريت عليه، خطفت العصاية كسرتها، وقلت له بصوتي المبحوح ودموعي اللي تقريباً مكانتش بتنشف مع كل شاب بشوفه مُصاب : "لأ .. كل اللي احنا فيه ده.. والشباب اللي بيموتوا دول .. عشان نكسر العصاية دي"

تقريباً أربع شباب لابسين اللي ع الحبل صقفوا، شتمتهم بالأم وما تيسر من ألفاظ، وقلت لهم طب م تساعدونا نفضّي الطريق عشان المصابين بدل شغل المُعجبات بتاعكوا ده .. مشيوا

رِجعت وقفت مكاني، بحاول أفضّي السكّة والتقاطع اللي قدام هارديز، وبدأت أفقد أعصابي لغاية م بدأت أزعّق في الناس وأزقهم بصدري بطريقة عارف إنها سخيفة، لكنها أهون من العصاية

وكالعادة .. ظهر مخلوق غريب من الأجيال الغريبة اللي فاتت وقال لي:
"إيه يا عم هو انت مصري لوحدك؟ م دول ولادنا واخواتنا"
قلت له :
"لأ طبعاً في مصريين كتير، بس جوّه (مشيراً لمحمد محمود).. بيطلعوا مُصابين وممكن يموتوا في السكّة بسبب عدم إحساسكوا.. إرجع على الرصيف لو سمحت لو فعلا مصري انت كمان وخايف عليهم .. ولا هو كلام وخلاص؟"

سمعت أصوات عالية من بعيد .. وفرحة .. وتصقيف .. وناس بتصفـّر
عرفت إن الضرب وقف ..

وقفت مسهّم كدة بشوف قدامي كل اللقطات اللي كان فيها موتوسيكل عليه سوّاق ومُصاب ومُساعد
فضلت واقف كتير سرحان وعينيّ ناحية شارع محمد محمود
ولما انتبهت
لقيت كل المكن الصيني - اللي قبل الثورة كنت بتريّق عليه- خارجين ورا بعض في صف طويل حوالي 10 موتوسيكلات من غير مُصابين من فضل ربنا
وأول مكنة صيني عليها شاب مليان شوية رفع إيده في الهوا وهو بيبص لي في عينيّ جداً من بعيد .. شاور عليّ ورفع كف إيده وقرّب مني وهو ماشي

وعلى طريقة الهاي فايف Hi 5
كل اتنين راكبين على مكنة صيني سلّموا عليّ من غير وقوف ..
كل سلام وكل كف كان بيلمس كفي بسرعة جداً وحرفياً "على الطاير"

كان بالنسبة لي حضن طويل جداً كُلّه وّد

يمكن واحد منهم يقرا البوست ده ويعرف ..
إن الشاب اللي كان واقف برّة عشانهم .. لسّة جاهز والمرّة دي مش لوحده :) 

1 comment:

noren said...

ربنا يجازيكم عنّا- الذين بلا حول ولا قوة إلا الدعاء - خير مايجازى به أحبائه وأصفيائه