Friday, June 12, 2009

كـريـستـالـتــي



"

قبل ذلك النهار بليلة واحدة

تحركت ثلاث نجمات وتبادلن أماكنهن

لم يلاحظهن أحد

سواي

رأيتهن يتصافحن على عجل

يكتمون ضحكاتهن

سيخدعون الكون

إلا أنا

ولن يعلم بهذا الأمر

سواكِ

"



حلمت يوماً أن الشاطئ قد أهدى رماله هدية زفافٍ لموجتين اعتذرا أن تكون نهايتهما الرمل، قويةٌ تلك العلاقة بين الرمل ومياه البحر، فالأولى تشبه مزيج من الموسيقى والطين الصلصال ولعل لهذا حكمة، والثانية .. ترسل أمواجاً تتسابق كالأطفال ليروا من التي ستفرش كيانها على أكبر مساحة من الرمل .. وثمة أشياء أخرى راودتني في الحلم لا أذكر سوى زهور القرنفل التي كانت تلمس رقبتي بين الحين والحين ..

لم تكن المرة الأخيرة التي رأيت فيها البحر، ولكنها لم تكن منذ زمنٍ بعيد، عندما جلست مبتلاً .. عاري الصدر غير مكترث لتلك الطبقة الرملية التي احتلت ثلث ظهري، أنظر لتلك اللوحة الصغيرة، التي أراها دائماً تائهة على سطح المياه المالحة، أشعر بعذوبة تلك النقوش المترامية على سطحها

عندما وقفت حزيناً أفتقدك، أنتظر نهاية العالم بين كل شهيق وزفير، وجاءت الأمواج تحاول مواساتي .. تربت على قدمي الثابتتين على منطقة رملية لم تعرف الجفاف يوما

طعمه كان لاذع ذاك الافتقاد، مصحوب بفكرة أنني قد لا أراكِ مرة ثانية، وأنك قد تكونِ لرجل غيري .. يا للألم !

الآن لم أعد أذكر أين وضعت ملامح تلك الأيام في ذاكرتي .. ربما مازال طعم الافتقاد موجود، لكنكِ تؤمنين بمجيئي، إنني قادمٌ لا محالة، وبين يديّ عطور السماء، أجذبك بين ذراعي فور أن تتلاقى أعيننا، أرتفع معكِ إلى عالم آخر ونترك جسدينا للبشر، وسأستمتع كثيرا بأنني الرجل المختار، التي تركت له دفة القيادة واستلقيتِ في الشمس، واثقة أنه سيمر من تلك العاصفة، ويعود ليستلق بجوارك، يداعب خصلات شعرك، يستحم برائحتك ويترك بصماتها على معصمه، سيقـُبلك قبلتك المفضلة، سيبتسم حين تبتسمين، وتبتسمين حين يبتسم

سأنتشي حين تحركين إصبعكِ بين كفي، كعصفور يطير في سماءٍ ملونة باستمتاع، وحين تنظرين إليّ تلك النظرة التي أعشقها، عندما تفتحين بوابات وجدانك الماسية وتمدِ لي يدك تدعوني للدخول .. ونصمت

حبيبتي .. عائد أنا

فقد مَرَ المُرُ من سفري