أظافر1 : http://aliquandil.blogspot.com/2012/11/1.html
أظافر2: http://aliquandil.blogspot.com/2012/11/2.html
-3-
"كان جدي
أمهر صانعي العطور، وقد علمّني ما يكفي لأن أعلم أنك من الجنوب"، قالها بهدوء
قبل يضع فستانها مفروداً على العشب بلطف ثم يبدأ في خلع حذاءه الجلدي الذي لا يبدو
فاخراً بقدر ما هو جميل، نظرت إليه بهدوء وانخفضت أكثر في الماء
ابتسم وهو يفك أزرار قميصه ناصحاً إياها بألا تشغل بالاً بالانخفاض في الماء، فالنهر صافٍ تماماً هذا النهار حتى أنه يتمكن من رؤية تلك العلامة فاتحة اللون على فخذها الأيسر، مُراهناً إياها أنها أصيبت بها في تعلّم ركوب الخيل
ابتسم وهو يفك أزرار قميصه ناصحاً إياها بألا تشغل بالاً بالانخفاض في الماء، فالنهر صافٍ تماماً هذا النهار حتى أنه يتمكن من رؤية تلك العلامة فاتحة اللون على فخذها الأيسر، مُراهناً إياها أنها أصيبت بها في تعلّم ركوب الخيل
الجميلة التي
ضاجعها عشرات الرجال أو ربما هي من ضاجعتهم، إما على سرير أو وراء باب مخزن قشٍ أو
حتى سُلم بيت للغانيات، والتي لم تكترث لصيتها الذي تخطي مقاطعتين .. الآن تذوب
خجلاً في النهر أمام هذا الرجل الذي يتابع حديثه وهو يتجرّد من قميصه
يذهب إلى
الشجرة ليُحضر من خلفها لوحة بيضاء وكثير من الألوان في حقيبة بيضاء تعاني من عدد
مهول من البقع الملوّنة بعشوائية، مع مسند خشبي يضعه في ظل الشجرة
يرسم تحت هذه
الشجرة منذ نعومة أظافره، هكذا اخبرها وهو يعطيها ظهره كمحاولة لطمأنتها لترتدي
ملابسها دون خجل، ودخل في صمت طويل وهو يرسم ما يُشبه قطاراً بدائياً يتكدس العمال
فوقه دون أن يلتفت إليها رغم طول بقاءها في الماء
"أيمكنك
أن تدلني على الطريق لمقاطعة (كيونا)؟" قالتها بعد أن ارتدت ملابسها بسرعة
البرق التي بدأت تتشرب البلل من جسدها ليطبع تفاصيله على الفستان، ممسكة بشعرها
الطويل تحاول إفقاده الماء قدر الإمكان
"لابد
وأنه شخص عجوز للغاية الذي أخبرك بوجود كيونا، هي الآن مساحة شاسعة من حقول
العنب"، وهو يستدير ليواجهها لتشم عطراً آتياً من السماء، يبتسم .. ويخبرها
أن فروع شجرة الكمثرى بقليل من الزيادات تصنع هذا العطر
يُشير ناحية
الشَمَال دالاً إياها على وجهتها، إلا انه يطلب منها أن يرسمها قبل أن ترحل ..
فتوافق دون تردد
تجلس ناظرة
لعينيه البُنيّتان اللتان يخطفان النظرات لها ولجسدها بسرعة مثل آلة كاتبة، وظلت
معه حتى أن الشمس طرقعت بأصابعها لتنبيهها أن النهار عادة ما يكون له نهاية ..
يعرض عليها
المبيت عنده في بيت العائلة لتنطلق في الصباح، ترفض فيتحجج بأن اللوحة ينقصها نصف
ساعة فقط من العمل، توافق ربما من جوعها
خطوات قليلة
تجد نفسها امام منزل كبير مليء بالخدم، وأمامه ساحة بها معدات للشواء، يسارع ببدء
العمل والطهي
تشعر بأنامله
تتحسس شعرها لتوّقظها، لقد نامت على الطاولة الخشبية من فرط التعب، تأكل بشراهة
محاولة إخفاء هذا الجوع قبل أن يصحبها لتنام في غرفة الضيوف ..
وفي الصباح ..
تستيقظ لتجده في الغرفة يرسمها نائمة ..