Tuesday, May 3, 2011

سيبوني ألاعب الوَحـش

كلمة الوحش ارتبطت في ذهني بأيام وساعات وأحلام ومواعيد كتيرة في الطفولة، مش هنسى الوحش بتاع كل حلقة في مازنجر، رغم إن كلامي لما يبدأ بمازينجر ده في حد ذاته –نظرياً- ينسف المقال بتاعي النهاردة

ليه بقى؟

لإني حابب (أرغي) شوية عن فكرة الوحش اللي معظم الشباب دلوقتي ارتبطت بيه -ويمكن لسة مُرتبطة- لإنه كان بالنسبة لنا مش بس علامة انتصار، ده كان حاجة زي رفع العلم على الضفة كده بالنسبة لشوية أطفال وصبية الدكر فيهم عنده 14 سنة!

كانت كل لعبة عبارة عن مستويات، مستوى أول، تافه, تعليمي، بيفهّمك يعني الدنيا ماشية إزاي في الحوار اللي انت فتحته على نفسك ده، يعني ماريو مثلاً – أيوه قاسم أمين ألعاب المرأة وفقاً للمقال اللي فات- كان بيبدأ أول مستوى بشوية طوب ومواسير خضرا وسلحفاة وبتاع بُني كده متفهملوش وش من ضهر، في ماسورة منهم ممكن تنزل فيها عشان تلاقي شوية دهب يكفوك انت وشلتك عشان كل واحد يروح يقرا فاتحة مع أبو البت اللي ماشي معاها !

لكن في ملحوظة للصيّع في لعبة ماريو، كان في حجر معمول هيدين كده زي فولدرات الأفلام البورنو على الجهاز في الثانوية العامة، الحجر ده بعد الماسورة الخضرا اللي فيها الدهب في أول مستوى، تقف في حتة معينة على طرف النجيلة وتخبط الحجر الذي لا يُرى بالعين المجردة، يطلع لك مشروم اخضر شكله مغسول كده ولما تاخده (المشروم يعني!) يديك روح زيادة، ولو انت بقى من المُسجلين خطر في اللعبة تقدر تاخد الروح وترجع الماسورة كل ده وانت دايس سرعة!

لو انت مش عارف لعبة ماريو أصلاً .. أكيد اتخنقت وبتقول إيه الرغي ده؟ ومن البديهي أقولك إطلع بنظرك فوق كده هتلاقيني قايل في تاني براجراف أرغي بين قوسين! بس لو اتفقنا على إن الناس لبعضيها .. يبقى إشتري مني

إيه العلاقة بقى بين الوحش؟ والروح؟ والماسورة الخضرا؟

سؤال مالوش أي لازمة لإني بصراحة مقتنع إنك تقرا وتوصل معايا واحدة واحدة، انت شاري المجلة دي عشان تقراها مش ترازيني !

لكن خليك معايا كده لحظة! أنا مهما كنت عارف دهاليس اللعبة، وعارف المستخبي فين والدهب فين .. لازم غصب عني ألاعب الوحش وأغلبه عشان أبقى قفّلت اللعبة، صح؟ حلو, طب مثلاً لو خدنا ماريو مثال، وفي أسوأ حالاته كمان، تخيّل كده ماريو وهو صغير داخل ع الوحش اللي بيتنطط على الجسر ده .. يعني ماريو لا كبير ولا معاه ضرب نار (أو ورد أو زهر أو شوك حسب منطقتك السكنية وتعريفها للسلاح العجيب ده)

هيبقى مطلوب منك عزيزي القارئ إنك يا تنط من فوق الوحش نطة مظبوطة أوي، أو تعدي من تحته بسرعة جداً وهو بينُط بتوقيت مظبوط أوي، وساعتها توصل لحاجة كده تقف عليها .. فالجسر يتفك والوحش يقع في الحمم البركانية

حتة تصوير بطيء كده، يعني أنا أعدّي من فوق أو من تحت هذا الوحش اللي عمّال يتف نار على خلقتي عشان ادوس على حاجة معمولة أصلاً عشان اللحظة دي، ده أكيد مش أوبشن من الوحش إنه يقف على جسر بيتفك، دي استهبال من صانع اللعبة بس هو برضة في أول اللعبة قال بين قوسين إن اللعبة دي في الهيافات يعني .. حاطط لك سلحفة ومواسير دهب ومشروم وأرواح ونجمة وضرب نار وانت ماشي تمام حتى لما ماريو كان بيضرب نار (في مستوى المية) .. متجيش عند الوحش .. وتعترض بقى ! صح ؟

ومن ناحية تانية، انت خلاص بدأت اللعبة وعايز تخلّصها، حتى لو ولاد خالتك مش قاعدين جنبك، انت بينك وبين نفسك .. عايز تكسر آخر اللعبة .. عايز تغلب الوحش

طبعاً كل لعبة كان ليها وحش، تنين، مُصارع، مدينة صعبة، أي حوار فاكس المهم إن يكون في حاجة تطلع عين اللاعب وتبقى في نظره .. وحش

طب إحنا جيل اتربى على إنه مش بس يبقى مستعد إنه يلاعب الوحش، لأ ده كمان ده إتأسس على إنه يسعى بكل قوته إنه يوصل للوحش .. ويغلبه

أفهم بقى .. ليه الناس مستغربة إن الشباب مبدأتش تهدا فعلاً .. غير لما بدأت تلاعب الوحش .. هو وأسرته ؟

كل لعبة وليها آخر، والشباب اللي في الشارع ده مش بتسيب الدراع أو الجوي ستيك ( حسب علامك برضة) إلا لما تفش غل كل المحاولات والأذى في أم الوحش ده لما تشوفه!

أعتقد إن في معادلة كده فاتت على كل القيادات السياسية اللي اتربت على لعب الكورة الشراب والسبع طوبات (اللي بحبها)، إن المعادلة بتاعتنا فيها وحش .. والمعادلة بتاعتهم فيها وقت !

وبقليل من الخبرة في علم الكيمياء الحديثة، هتكتشف بسهولة إن الوحش بياكل الوقت، يعني ممكن تلاعب الوحش كل يوم لغاية م هيجي له يوم تغلبه وكل م الوقت يعدّي .. كل م إصرارك على إنك تغلب الوحش .. هيزيد

دلوقتي في معادلة جديدة .. أول مرة نشوف وحش يوم م يجي له قلب .. يقف !

وحش في العناية المركزة، أو بيتعالج برة، أو وحش حواليه مجموعة حرامية بتشد منك الدراع وانت بتلعب !

أعتقد إن الشباب اللي اتعوّدت (تغلب) الوحش، بعد عشرين أو تلاتين سنة، هتقدر تفهم إن في وحش لازم يتغلب، وهتقف جنب ولادها وهما بيلاعبوا الوحش .. وهيبقى من الصعب جداً .. يكون في ناس -بعد كل العناء ده في اللعبة- بتقول : إحنا آسفين يا وحش!

ملحوظة : أي وحش يشوف في نفسه إنه وحش .. يبقى وحش



....
مجلة "إحنا" عدد شهر مايو

9 comments:

شادى زلط said...

وبعدين ف دماغ الأتارى دى يا منجهة، دماغى مرشقة زراير

عارف يا على، تبسيط الجعاليص وتشريبها للناس حتى اللى مش عايزين منهم يشربوا جعاليص، شىء إبن و..... بيعذب فى الكتابة، كل تفصيلة بتتأكد منها قبل ما تكتبها، كل تشبيه بتتعمد تكتشف صحته وانت بتحيكه( من الحياكه) كل ضربة قلم بتحافظ بيها على ريتم الكتابة وتيمبو الكلام والموسيقى التصويرية بتاعت اللى بتتكلم عنه بترن فى ودانك

كل ده، بيغـُزك فى قلبك لما تلاقى واحد ف الآخر معلقلك بيقولك: فكرتنى بأيام ماريو والله، كانت أحلى أيام

وانا مش عايز أغـُزك ف قلبك، أنا عايز أقولك شكراً من قلبى، اللى بقيت خايف يستهوى من كتر ما حب القعدة جنب الشباك

الكتابة الحلوة بتفرح وتبسط يا معلم، وانت بسطتنى، الله يبسطك ويبسطها ف وشك

darkwarrior_1 said...

ostazzz..

علوة said...

شادي

كفاية ارصاصة الدلوعة اللي بحتفظ بها لما أشوف تعليقك عندي
والله نفسي يكون في برواز وكده
أي واجب ضيافة يعني

متحرمناش من آنسك يا شادي :)

علوة said...

darkwarrior_1

تسلم :)

to2aa said...

جامد جدا يا علي .... بس المستفز في الموضوع ان اي وحش بتبقي انت عارف سكته ايه يعني زي ما قلت تنط من فوقه تعدي من تحته .. بس الوحش التاني ده مستفز جداااا و مش بيتهد :)

خواطر said...

اول مره اشوف المدونه وعجبنى اوى موضوع ملاعبة الوحش ده .... تسلم افكارك

Nemo said...

تصدق فعلا يا شادى .. فكرتنى بايام ماريو هههههههههههه

لا بجد ... على انت كاتب مقالة قوية جدا جدا جدا .. وبجد فكرتها على بساطتها فى منتهى القوة .. أحييك بجد وليك عندى برميلين بنزين من بتوع ريفير رايد

لوحتي said...

عارف انت مرعب وحوش

صوت من مصر said...

والله يا علوه لو على الواحد كان عمل فيها جلنديزر " مش بحبه خالص على فكرة "