Monday, May 2, 2011

أيها الشعب .. دوس مُربّع



أنا فقر !

في هرمون جوايّا مانعني ألعب بلاي ستيشن 3 ، أنا كنت بحب الأتاري بتاع زمان، الطيارات أم دراعات سودا دي وزرار أحمر، "آكال البسكوت - عربيات (السبق)" اللي كل أطفال مصر كانت بتروح تاجر الجيم ب 10 صاغ من عند عم أبو عمرو -الله يرحمُه - اللي كان بالنسبة لي آله الأتاري عند الإغريق!

إلى أن ظهر قاسم أمين الأتاري "سوبر ماريو"، اللي ساب الفدان بتاعه وطلع جري وسط كائنات عيش الغراب وحاجة كده شبه لسان العصفور، عشان تحرير المرأة، وفي المرحلة دي توّلى عم أبو جورج مقاليد التحكم في مجريات أمور الأتاري، الدراع بقى صغير وفيه 4 زراير ودي بالنسبة لنا كانت مزاولة بس ماشي

كان في ألعاب كتير أيام م كانت الحياة بسيطة، بُعد واحد أو نص بُعد كمان، لكن مع ظهور الأبعاد الثلاثة.. ظهرت معشوقة حياتي "الكورة اليابانية" اللي بغض النظر عن إن اللاعيبة بتتحرّك زي التاكسي يمين في شمال .. إلا إن المزيكا بتاعتها كانت مُبهجة

وظهرت "الكورة المصرية" جرّبتها مرتين لقيتها بطيئة ومملة وعايزّة واحد معندوش طموح أو مالوش أهل وممكن يقعد لها يعني!، فرجعت ألعب بلياردو تاني وتنس طاولة، م أنا مزوّغ من المدرسة عشان ألعب مش أروح الجنينة ولا أخرج مع بنات!

بس بحب اللعب والأتاري، وخلاص مش لاقي حاجة غير أم البلاي ستيشن ده، بإعلاناته وملامح اللاعيبة اللي كل يوم بتبان حقيقية اكتر، ولقيت إن الموضوع إتغيّر وبقى ممكن تلعب بلاعيب واحد بس من الفريق، أو تبقى مدرب.. قلت لأ .. سأعود إلى الملاعب

لما لعبت بلاي ستيشن، موضوع ثلاثية الأبعاد ده في اللعب، لفت انتباهي إني وأنا بجري باللاعيب لازم أكون كاشف الملعب، وفاهم كويس إني لما أحب أباصي بيه أخلي جسمه معدول، وشوية التزامات كده لو معملتهاش اللاعيب مش هيعمل اللي أنا عايزه

بالإضافة .. إلى إن اللاعيب مش زي اليابانية هيفضل يرمح زي الفرس الأبجر كده من الجون للجون، لا .. د انسان وليه طاقة وبيفرهد وبتاع .. اللعب بقى بجد خالص!

بقيت أحاول أبص للأمور من بُعد واتنين .. وأحياناً لو دماغي رايقة من تلات أبعاد، لكن دايماً في حاجة ناقصة، في بُعد رابع مش موجود، لكن شباب 25 علّموني يعني إيه بُعد رابع

لما كنا في الميدان، كنا كلنا بندوس مربع، وكل اللي حوالينا بيصرّخوا "دوس إكس دوس إكس"، لكن احنا كنا على خط ال18 وفي زاوية مفتوحة، وإحنا عشان قبل م ندوس إكس أو مربع .. بصينا ع الخطة وشوفنا قدرات اللاعيبة إيه عرفنا إننا ممكن نشوط من بره ال18 .. طالما قانوناً الجون هيتحسب

دوسنا مربع .. مبارك وقع أو هكذا تظاهر

لما كنا بندوس مربع، كنا بنكمّل الطريق لغاية م جه الاستفتاء، في وجهة نظري الاستفتاء ده يعتبر شد من الفانلة بواسطة النظام في مباراته مع الشعب، الشعب اللي بعد م كان ماشي إشطة قرر إنه يرمي نفسه ع الارض يمكن الحكم (اللي هو عنصر الوقت) يدّي إنذار للنظام

يوم 25، ناس سألوني: تفتكر اللي احنا بنعمله دلوقتي هايجيب نتيجة؟ كنت بجاوب: "كفاية إن الشعب بقى بيشوط ع الجون .. هي مسألة وقت بس نشوط" .. وفعلا! شوطنا كتير وأنجزنا حاجات .. مع إن الشعب كله كان بيقول كفاية بقى .. دوس إكس .. طب دوس مثلث

الفكرة ببساطة، إن شباب 25 بصوا قدامهم لقوا مدفع وهم لوحدهم قدامه، قفشوا! وهي الثورة إيه غير قفش؟

الشباب صدّقوا بعض، وصدقوا وطنهم، والأهم من ده إن كل واحد صدّق نفسه، شباب 25 صدّقوا بكرة، إنه جايب نهار يستاهل المشوار! صدّقوا قوتهم الجبارة لما وقعت قدامها أنظمة جبّارة، أو ع الأقل اهتزت وعلى رأي جدتي الله يرحمها لما كانت تبص على المجلس الوغد للشعب : الحكومة اتشحكلت في لباسها!

أنا عارف كل شباب 25، عارف كل واحد اسمه إيه، بيحب إيه، مؤمن بإيه، عارف ماضي كل واحد منهم مع الشارع، إزاي كان قلبه بيقرصه لما يشوف أمين شرطة بياخد إتاوة، وإزاي كانت إيده بتترعش لما يسمع عن اغتصاب للبنات في وسط البلد، وضغط دمه اللي كان بينفر لما حد يقوله وانت مالك؟

وأقولكوا سر، كل شاب من شباب 25 كان عايز يمشي من مصر، ويخرج بعيد عن العادم ده، عادم الجهل والأنانية والاستغلال، لكن كل شاب من دول أعلن إنه مش بس هيدّي فرصة للبلد، لأ .. هيجيب البلد اللي اتسرقت

واقولكوا على عيب خطير فيّ؟ إنا قبل م أدخل الميدان كنت فاكر نفسي آخر الرجال المحترمين، وإن الآخرين مخهم جزمة ومش عايزين مصلحة البلد وإن أنا مصري جداً وبجد .. لوحدي

لكن التحرير أثبت إننا كتير أوي، حتى بوجود الكومبارسات والبارشوتات والزحاليق والبطاطا وكل ده، المصريين كتير أوي، اللي بيعشقوا مصر، اللي يرموا نفسهم في النار بجد عشان مصر، اللي مصر بالنسبة لهم أحب وأجمل الأشياء مش كلام، اللي صبروا ونالوا, اللي بينزلوا من التاكسي لما يشوفوا بنت بتتعاكس، اللي بيحبّوا كبار السن في السكة، اللي بيحافظوا على نظافة التواليت وراهم

أنا عن نفسي .. يوم الأربعاء 2 فبراير موقعة الجمل وبالليل المتحف، اتصابت إصابات كتير، في دماغي وضلوعي وكتفي اللي اتخلع، ولا كان عندي أزمة، وبصراحة أكتر بقى عشان مش هعرف أخبيها .. أنا زعلان جدا من كل اللي قالوا نعم .. ساعتها بس حسيت إني انضربت ومخدتش حقي، وده عمره م حصل!

اتنرفزت وسبيت ولعنت، والفيس بوك بتاعي يشهد إني كان ناقص أقول كلام قبيح رسمي، لكن لما هديت شوية .. اكتشفت إني مش لوحدي بقول لأ .. ده أنا على اقل تقدير .. أربعة مليون مصري جوه بعض

أحنا جامدين جداً يا شباب 25 .. فاضل بس نعرّف أسامي بعض عشان نعرف ننده على بعض في الملعب

حد يعرّف يتصرف لي في أتاري قديم ؟ بالدراعات الله يخليه :D

علي قنديل


..

مقالي في مجلة "إحنا" عدد شهر أبريل

أيوّه .. أيام م كنت بتخانق على الفيس بوك !

5 comments:

darkwarrior_1 said...

ده أقل ما نتوقعوا من قنديل
تحفة !!

Ahmed El_Desouky said...

مقال رائع يا علوة
أول ما إتعلمت البلاي ستيشن كان بيقولولي أول ما تتزنق وتكون خسران شوت من بره الـ18 يمكن تظبط معاك وتجيب جول

متخفش أنت كده كده خسران

شوت مش هتخسر حاجة


هو ده بالظبط اللي حصل

والحمدلله ظبطت معانا

تحياتي يا سـّــــاحبي

brave heart said...

انت راجل محترم
بس انت بدات اتاري ب10 ساغ ؟؟ انا من الجيل اللي بعدك بدات الربع ساعة بربع جنيه

شادى زلط said...

انت عارف يا على، انا اتسحلت فى الجزء الأول ( التمهيدى) لدرجة خليتنى أزعل لما اكتشفت إنه تمهيدى، بس تعرف حاجة تانية، لما غوطـّت ف الجزء التانى الثورجى، حسيت إنى حمار

حمار لأنى افتكرت ف اوقات كتير ( آخرهم إمبارح) إنى لوحدى، وإن الفرقة اتفرهدت، وإن الماتش بيخلص وأنا مش عارف حتى اغمض عينى عشان ما ابصش على الإسكور فاعرف إنى خسران

انت خليتنى اعرف إن الفرقة لسه بتلعب، وإن الحكم لسه ما صفرش

على انت خليتنى استمتع لإنى طلعت حمار
شكراً ليك، من إحدى البقاع السحرية فى ملعب قلبى.. يا شقيق

Mazen.taha said...

Like That Elwa YA sa7by