هناك شيء ما يحدث
هذا حتمي وطبيعي .. ومتكرر
إلا أنني أقولها بشيء من القلق
فأنا لا أعلم ما هذا الشيء
أعلم أن له علاقة بي
وبما في
لكني لا أراه على الإطلاق
رغم أنه يعترض طريقي
" أفقد ذاكرتي تدريجياً، الآن الحال اسوأ، فقد بدأت أنسى ما حدث البارحة بعدما كنت أتذكره بوضوح .. أو هكذا بدا لي. "
منذ بضع أيام كنت أحاول بصعوبة تفقد ما حدث في النهار ولم أنجح في هذا، مما يعني أنني أعيش نصف يومي فقط، على الرغم من أني تمكنت من الاستيقاظ مُبكراً واللحاق بنور الشمس مدة لا بأس بها .. حسبما أتذكر!
أفقد تفاصيلي، وأصدقائي يخبرونني بعدد من النوادر يُفترض بي أن أتذكرها بوضوح لإنها من إنتاجي، أسمع عن البارحة ولا أعيشها .. اللعنة !
قال لي أحدهم أنا هذا يُسمى "عدم اتزان ما بعد الحرب" أو شيء من هذا القبيل، ولكني لا أعلم شيئاً عن هذه الحالة، أنا فقط أريد استعادة هذه الأشياء التي تسقط مني بلا مقابل
كتفي وكوعي في طريقهما إلى الشفاء، وضلوعي الآن على ما يُرام، وقدماي في أحسن حال منذ البداية، إلا أن هناك جرح سخيف برأسي يعاني من ترياق الخلود تقريباً، لكن كل هذه سخافات مقارنةً بتلك الحالة العنكبوتية التي تخفي نور الشمس، تلك الستارة الجنزيرية التي تستمد برودتها من امتصاص الأمل في تذكر ما يحدُث
لا أعلم من أول شخص قابلته أو رأيته عندما استيقظت، ماذا فعلت؟ حتماً اغتسلت، بكل تأكيد تناولت شيئاً أو شربت شاياً "خفيف سُكر زيادة"، أتمنى أن أكون قد أكلت شيئاً قبل سيجارة الصباح
سمعت أنني خرجت أول أمس مع صديقي، تسكعنا قليلا بالسيارة، وتعرفنا على فتاتين لا يمكن وصفهما بكلمة أصدق من التي قالها صديقي عنهما "زبالة"، بل أن إحداهن هاتفته وطلبت منه أن تسمع صوتي، لا أعلم ماذا حدث لتخاطبني بهذا الاشتياق واللوعة طالما –وفقاً لصديقي- لم يحدث بيننا شيء يُخـِل بأي شيء .. هذا ما أذكره تقريباً!
الآن يذهب الماضي من بين أصابعي مثل الماء، وكما يترك الماء قليل من البلل على الكفين، فإن الماضي قد ترك لي بعد الصور الفوتوغرافية الثابتة بلا حياة، مثلاً .. أرى الآن صديقي تامر يناولني لاب توب وهو يضحك، أرى شادي مبتسماً يُمسك جيتاره ويلعب لحناً أتذكر أنه غربي –كعادته شادي يهتم بالموسيقى الغربية مع الجيتار- ويطقطق بأصابع قدمه كعادته أيضاً
أرى إسلام يقود سيارته وينصحني بالاستماع جيداً لهذه المقطوعة القادمة لأرمن فان بيورن، وأراه يقهقه بلا توقف
كلها عادات .. صور فوتوغرافية موجودة في خزانتي الفكرية من الأساس، ليست دليلاً على أنني أذكرها بعينها، فأنا أتذكر الأشياء التي عهدتها فقط، ضحكات، ابتسامات، كلمات،،،
لا أذكر شيئاً تلك هي الحقيقة
هي نوع من أنواع الانتشاء .. ولكنها تنتشل المرء من حياته إلى مرحلة مُبهمة تشبه كثيراً العام الرابع بعد الثمانين في عمر كهل متوتر!
تعبت .. فأنا للأسبوع الثاني لا أذكر ماذا حدث البارحة، كهذا أخبروني!
3 comments:
انا بتحصلى نفس الحكاية ومش باقدر افتكر حاجات حصلتلى انهارده او امبارح الا بصعوبة جدا دا لو انا افتكرتها اصلا ....... مع انى فاكرة كل حاجة كانت بتحصل فى الميدان كل حاجة !!!
و كل شىء بينسرق منى
العمر مالايام
الضى..مالننى
يوم حلو و يوم مر .. أدي الدنيا يا سيدي ,
Post a Comment