السكون .. الصمت .. الهدوء
ثلاثة أضلاع متساوية لمثلث متساوي الزوايا سيطر على كياني، وأعترف أن هذا المثلث منع أفكار الانتقام وشرب الدماء وإطلاق النار على هذا السائق ولكن..
الصدمة العصبية مازلت أعتقد أنها لم تظهر في كتابتي حتى الأن، فما لم يعلمه هذا السائق ظريف المزاح أنه وضعني في خانة اليك، وحملني ما لا طاقة لي به من مسئولية أرواح الناس والفزع من تلك المسئولية.
جلست مرة ثانية بجاور الشباك انظر بعيدا كعادتي حين أشعر بالغضب أو أمنع نفسي منه، لأجده يلتفت إليّ مازحا للمرة الثانية : " ما تيجي جنبي وودي الشنطة هناك ......" قاطعته بحسم " هششششش"، وعدت أنظر من الشباك.
بدأ المثلث في الاختفاء تدريجيا، وبدأت أغوص في شكل هندسي مكون من ألف ضلع وضلع أهم ما ميزه الانتقام والتعدي بالضرب والسب والقتل والحرق والسلخ والبصق والشنق وإطلاق النار وإلقاء مية النار ومعاني شرسة عدوانية كثيرة، ولكن العقل قد بدأ يعمل ولفت انتباهي لأن هذا السائق ليس من الخط لذا فليس له معارف في الموقف ! وأنا معروف للسواقين كابن ناس ومحترم وهناك من يعتقد أنني مخرج سينمائي أو إعلانات وتخبطوا في مهنتي التي وصلت لمقدم نشرة أخبار بلغة أجنبية، لهذا فكرت في استغلال هذه الشعبية الورقية عند الوصول للموقف وأديني هضمن إن اللي هيتدخل هيكون في صفي مش في صفه !
وقد كان، ظللت أتمتع أو أقنع نفسي بأنني أتمتع بالمناظر التي أحفظها عن ظهر قلب من خلال الشباك ممنيا نفسي بسرعة الوصول لتبدأ المصارعة الحرة المتحررة بيني وبين السائق الذي بدأ يشعر أنني أضمر له في نفسي .. شراً !
لا أريد الخوض في تفاصيل الشتائم التي قام بها الركاب لأنني لم أكن في حالة تسمح لي بمتابعة هذه الأمور، ولا أؤمن بعقاب الشتائم. لكن المميز في الأمر هو بعد قرابة العشر دقائق صاح أكثرهم سبابا من الخلف " على جنب يا اسطى أما أفك مية " ومن باب المصالحة ركن السواق السيارة على جانب الطريق فورا قائلا " من عينيّ ! "
عيناي الثابتتان على مرأة السيارة بعدستها المحدبة وجملتها الشهيرة " الأبعاد غير حقيقية وتظهر أقرب من الواقع " رأيت شخصا ينزل من الباب، ثم الثاني، الثالث، الرابع، ما هذا ؟ هل أصبح التبول على الطريق السريع اتجاها قوميا ؟
لا يا سيدي ولكنه الانتقام .. فقد انتزعوه من باب السيارة وأخذوا يكيلوا له اللكمات والركلات والعض والخنق والهبد في الأرض !
ورأيت معركة وحشية أمام زجاج السيارة بمسافة لا تزيد عن متر ونصف المتر، تكالب الاربعة مثل ذكور الأسد على أنثى النعامة، حتى أنني أكاد أقسم أن السواق كان بيطير منه ريش زي خناقات الديوك كده !
كل هذا وأنا ثابت، مؤمنا تمام الإيمان أنني لو نزلت من السيارة سيموت السائق فهو لن يحتمل الخامس، وأنا لن أؤدي دوري بضعف فقد كنت أكثر من تأذى من كاميرته الخفية لذا أعتقد أنني كنت سأفقد صوابي أكثر من ذكور الأسد.
لم يحاول أحد انقاذ السائق وظلوا يتمتعون بتأوهاته وشتائم المنتقمين ودمائه على وجهه، حتى انتهت العلقة وركبوا جميعا وجلسوا اماكنهم وهو يقف أمام الباب الكبير ويعتذر عما بدر منه لكل راكب منهم، ثم قفل الباب ومر بجوار زجاج نافذتي ليفتح بابه ويركب بجواري فأجد وجهه قد تشوه من الألوان البنفسجية التي تماشت مع لون شفتاه والدماء الحمراء القاتمة تسيل على جبينه .. ليدير محرك سيارته محنيا ظهرهفي انكسار وندم مبالغ فيه .. ناظرا إليّ .. ويضحك " تهيء هئ هئ " .. أه والله !
ثلاثة أضلاع متساوية لمثلث متساوي الزوايا سيطر على كياني، وأعترف أن هذا المثلث منع أفكار الانتقام وشرب الدماء وإطلاق النار على هذا السائق ولكن..
الصدمة العصبية مازلت أعتقد أنها لم تظهر في كتابتي حتى الأن، فما لم يعلمه هذا السائق ظريف المزاح أنه وضعني في خانة اليك، وحملني ما لا طاقة لي به من مسئولية أرواح الناس والفزع من تلك المسئولية.
جلست مرة ثانية بجاور الشباك انظر بعيدا كعادتي حين أشعر بالغضب أو أمنع نفسي منه، لأجده يلتفت إليّ مازحا للمرة الثانية : " ما تيجي جنبي وودي الشنطة هناك ......" قاطعته بحسم " هششششش"، وعدت أنظر من الشباك.
بدأ المثلث في الاختفاء تدريجيا، وبدأت أغوص في شكل هندسي مكون من ألف ضلع وضلع أهم ما ميزه الانتقام والتعدي بالضرب والسب والقتل والحرق والسلخ والبصق والشنق وإطلاق النار وإلقاء مية النار ومعاني شرسة عدوانية كثيرة، ولكن العقل قد بدأ يعمل ولفت انتباهي لأن هذا السائق ليس من الخط لذا فليس له معارف في الموقف ! وأنا معروف للسواقين كابن ناس ومحترم وهناك من يعتقد أنني مخرج سينمائي أو إعلانات وتخبطوا في مهنتي التي وصلت لمقدم نشرة أخبار بلغة أجنبية، لهذا فكرت في استغلال هذه الشعبية الورقية عند الوصول للموقف وأديني هضمن إن اللي هيتدخل هيكون في صفي مش في صفه !
وقد كان، ظللت أتمتع أو أقنع نفسي بأنني أتمتع بالمناظر التي أحفظها عن ظهر قلب من خلال الشباك ممنيا نفسي بسرعة الوصول لتبدأ المصارعة الحرة المتحررة بيني وبين السائق الذي بدأ يشعر أنني أضمر له في نفسي .. شراً !
لا أريد الخوض في تفاصيل الشتائم التي قام بها الركاب لأنني لم أكن في حالة تسمح لي بمتابعة هذه الأمور، ولا أؤمن بعقاب الشتائم. لكن المميز في الأمر هو بعد قرابة العشر دقائق صاح أكثرهم سبابا من الخلف " على جنب يا اسطى أما أفك مية " ومن باب المصالحة ركن السواق السيارة على جانب الطريق فورا قائلا " من عينيّ ! "
عيناي الثابتتان على مرأة السيارة بعدستها المحدبة وجملتها الشهيرة " الأبعاد غير حقيقية وتظهر أقرب من الواقع " رأيت شخصا ينزل من الباب، ثم الثاني، الثالث، الرابع، ما هذا ؟ هل أصبح التبول على الطريق السريع اتجاها قوميا ؟
لا يا سيدي ولكنه الانتقام .. فقد انتزعوه من باب السيارة وأخذوا يكيلوا له اللكمات والركلات والعض والخنق والهبد في الأرض !
ورأيت معركة وحشية أمام زجاج السيارة بمسافة لا تزيد عن متر ونصف المتر، تكالب الاربعة مثل ذكور الأسد على أنثى النعامة، حتى أنني أكاد أقسم أن السواق كان بيطير منه ريش زي خناقات الديوك كده !
كل هذا وأنا ثابت، مؤمنا تمام الإيمان أنني لو نزلت من السيارة سيموت السائق فهو لن يحتمل الخامس، وأنا لن أؤدي دوري بضعف فقد كنت أكثر من تأذى من كاميرته الخفية لذا أعتقد أنني كنت سأفقد صوابي أكثر من ذكور الأسد.
لم يحاول أحد انقاذ السائق وظلوا يتمتعون بتأوهاته وشتائم المنتقمين ودمائه على وجهه، حتى انتهت العلقة وركبوا جميعا وجلسوا اماكنهم وهو يقف أمام الباب الكبير ويعتذر عما بدر منه لكل راكب منهم، ثم قفل الباب ومر بجوار زجاج نافذتي ليفتح بابه ويركب بجواري فأجد وجهه قد تشوه من الألوان البنفسجية التي تماشت مع لون شفتاه والدماء الحمراء القاتمة تسيل على جبينه .. ليدير محرك سيارته محنيا ظهرهفي انكسار وندم مبالغ فيه .. ناظرا إليّ .. ويضحك " تهيء هئ هئ " .. أه والله !
13 comments:
عذرا لتحليق خارج السرب
من اجل رفع الظلم عن المظلومين
ادعوك للمشاركة فى حملة رفع الظلم عن طلاب الاسكندرية المختطفين
التفاصيل بمدونتى
علوة ياابنى
جامد والله
هى ايه حكايه احمد سعد دى؟؟
اسلام
طيب
اوريكا
ميرسي جدا، بخصوص أحمد سعد .. فيما بعد
بص حضرتك
بما ان نهاية الحوار كانت هنا فانا تعليقى هينزل هنا على بركة الله
... أول حاجة لفتت نظرى فى القصة
هو الورد اللى بيتعلق دا بيكون فيه ورد لونه اسود بجد ؟ طب ليه ! رخامة ولا تكدير للناس و خلاص
تانى حاجة بئا
انا بردو لو مكانك مكنتش هاعمل حاجة لما اكتشف الحركة الظريفة بتاعة السواق المرح دا
لأن الغالب عندى كالتالى : الموقف يحصل , انا اتنح و معرفش اتصرف , بعد مرور ردح من الزمن على الموقف بئا ابدأ أفكر , آه دا انا كان لازم اعمل كذا و كذا
يعنى كنت هافكر بعد ما اوصل للمكان اللى رايحاه انى كان ممكن و انا فى الوقت اللى حصل فيه الموقف دا اكسر ازاز الشباك مثلا و اعور السواق
و عالعموم دا فشر عشان انا اولا بنت و ثانيا حجمى صغير فدى على دى كانت هتخلينى انا اللى اتضرب و اتبهدل , يعنى مكنتش هاكسب حاجة
فالغل الداخلى احسن فى حالتى كتير
حاجة تالتة بئا
الحتة اللى حضرتك قلت فيها( ولكن العقل قد بدأ يعمل ولفت انتباهي لأن هذا السائق ليس من الخط لذا فليس له معارف في الموقف ! وأنا معروف للسواقين كابن ناس ومحترم)
انا خمنت ساعتها انك فكرت تقتله مثلا و تتاوى جثته و اهو محدش يعرفه و محدش هيشك فيك
بس خيبت ظنى و طلعت بتخطط لخناقة و خلاص
اما تعليقات الناس فدا العادى , الواحد لما مبيكونش مزنوق فى مشكلة و غيره هو اللى بيبئا فيها بيبئا عبقرى و عنده كل الحلول اللى بتطلع اغلبها غلط فى الآخر , عادى جدا
حاجة اخيرة بئا و هسكت اهه و ابطل رغى
هو اه السواق زودها و مكانش له لازمة الهبل اللى عمله دا و تبويظ اعصاب الناس
بس معرفش ليه صعب عليا بعد العلقة اللى اترزعها دى
باحس ان تكاتل الناس على واحد مش عدل
مفيش تكافؤ للقوة
يلا ما علينا
بس دا طلع تقريبا معندوش دم
كل الضرب اللى كله دا و جاى بردو يهزر و يضحك
المهم دلوقتى
ان القصة غريبة بجد , بس متوقعة من الشعب بتاعنا
ماحنا اجدع حاجة فينا اننا بنعرف نهرج
منوّرة البلوج يا حكاية،
سريعا كده بقى
أولا : الورد الأسود ده انعكاس لخيال اللي عمله
ثانيا : صمتي كان أفضل من اندفاعي خلف رد فعلي اللي أكيد مكانش هيبقى كويس
ثالثا : مين قال أني مفكرتش أقتله
!!!!!!!
أخيرا : للأسف احنا شعب مش على طول بيعرف يهرج
السلام عليكم
كويس ان رد فعلك بس
هششششش"
سواق بيستعبط والله
افترض كان حد عنده
القلب ولا حد عجوز اتخض
بس كويس انه اتضرب:d
مش بعيد لو مكنش اتضرب
كان كرر المزحة الطريفة دى
مع حد تانى
*
*
بالمناسبة انا حاليا صحفي في الدستور تحديدا صفحة الفن
زميل يعني
يا قهلا وسهلا
تشرفنا بجد يا بشمهندس
وشكرا كتييير على رأيك في مدونتي
شهادة اعتز بيها
سلاماتي:)
السكون .. الصمت .. الهدوء
ثلاثة أضلاع متساوية لمثلث متساوي الزوايا سيطرت على كياني بعد قرأتي لهذا الموضوع ... لسه مش مصدقة ان ده ممكن يحصل في الحقيقة كنوع من الهزار
اعتقد ان المشهد الحقيقي لم يأخذ من الوقت اكثر من عشرة دقائق لكن سردك للموقف اضاف له الكثير من التفاصيل لإضافة طعم ساخر
مش قادرة
كان أغلب سباب الركاب بالخلف مغلف بنفس الأسئلة من إفرض حد عنده القلب .. أو واحدة حامل وهكذا
ورد فعلي هششششش ده كان مؤقت لإني لو كنت استسلمت لرد فعلي فعلا ربنا كان يستر بقى
وبعدين أنا ليّ الشرف إني أكون زميل
انتي صحفية فين ؟
ميرسي يا أختاه
------------------
فضفضة نور
حلو الكومينت ده .. لعلمك المشهد ده لم يستغرق أكثر من دقيقة أنا متأكد من ده
وبالنسبة للهزار وأنواعه .. انا شفت ما هو أسوء
والسؤال : هتعملي ايه لو كنتي مكاني ؟؟؟
صباح الفل للجميع
علوة
هي القصة مقطومة ليه ؟
مالكوم و مال السواق ؟
إيه عمل إيه مش فاهمة
!!!!!!!!!!!!!!!!!
علوة خلااااص وصلت معلش
أصلك مش مرتبهم يا عم
زاولتني
قلت لا حووووول
ضربوا الرتجل ليه يا جدعان
أتاريه ابن.............أمه
يلا حمدالله ع السلامة
وحدانية
اممممممم
لنفترض
القصة تشبه كثيراً حلماً حلمته أكثر من مرة (أنا لا أجيد قيادة السيارات): أحلم أنني أجلس بجانب السائق، وفجأة يختفي ويصبح علي أن أقود سيارة مليئة بالأطفال الصغار، والفرامل لا تعمل...
لا أدري كيف يكون رد فعلي لو حصل لي موقف مثل الذي حصل لك، ربما كنت أصبت بجلطة! حسن أنك استطعت السيطرة على أعصابك بهذا الشكل
أما عن السائق: مثل هذا يجب أن تسحب منه رخصة القيادة، أرواح الناس ليست لعبة
Post a Comment