أفتقدك فوق ما تستطيع كلماتي أن تتراص لترسم لك ذلك الحضن الذي أتمنى كل لحظة أن تعطيني إياه في ميدان التحرير
أفتقد حكمتك ورجولتك ورقتك، وأفتقد صمتك وبلاغة نظراتك، أفتقد صوتك الحنون الذي لطالما نشر الدف في أجواء بيت العائلة، أفتقد كل النتائج التي أثبت الزمن من خلالها أنك كنت دائماً على حق
أفتقد نظرتك السارحة عندما تجلس أمام اللوحة التي رسمها لك صديقك الرسام في ظلمات المعتقل القاسي، وأفتقد ابتسامتك عندما تراني صغيراً أجلس في ركن من المنزل اتابعك في خجل
أفتقد رباط حذائك عندما كنت أتربص بباب المنزل منتظر قدومك كي أفكه بأناملي الصغيرة، قبل أن أغسلها جيداً وأتجه مباشرة للمطبخ كي أعود بكوب من الماء البارد لأجدك تجلس على ذلك الكرسي الذي رغم تشابهه مع كرسياً آخر إلا أنه في نظر كل العائلة : عرش !
جدي، أحد الأعمدة الرخامية القوية التي كانت ستحمل على أكتافها كثير من تفاصيل الثورة بلا أي تعب
أعترف أنني لا أتمالك أعصابي حين أرى هؤلاء السلبيين الذين لا يجدون ألماً في تناول الآيس كريم ودخول السينما بعد مشاهدة الجيش يلقي بجثث أخواننا في مقالب القمامة، أعترف أنني أصبحت أحتقر الكثيرين، أعترف أنني أبذل مجهوداً خرافياً في منع كفي من صفع الملايين بلا رحمة .. ربما إن كنت موجوداً الآن يا جدي لكنت عالجت كل هذا بأقل من خمس كلمات
جدي .. لن أطيل عليك
ولكني أحببت أن ألقي عليك سلاماً ملفوفاً بعلم مصر، هذا الوطن الذي لم تبخل عليه
سلاماً بطعم الحرية المنتظرة، التي سبقتني إليها بعقود من الزمن
سلاماً نقياً مثل قلبك الذي اتسع لمئات البشر والأفكار
أدعو إليك يا جدي بما لا يدعو به البشر عادة .. أدعو إليك أن تظل معي في ميدان التحرير .. رغم مرور السنين على رحيلك
لقد علمتني الكثير .. ورغم أني لست بتلميذ نجيب .. إلا أنني على الأقل أحفظ كل التفاصيل وأتعلمها كلٌ على حدة
رحمك الله يا جدي
سلاماً خاصاً من بناتِك المقرّبات وعلى رأسهن .. أمي
حفيدك
علوة
نُشرت في مجلة احنا عدد نوفمبر
14 comments:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابعث بتحية الاسلام اليك وبدعاء الرحمة لي ولك وللجد ولعمك المرحوم علي قنديل اود ان اوضح امر بسيط انا اعلم عمك من قبل اعوام ربما منذ كنت طفلة حتي الان اراه معلمى الاول وصاحب الفضل بعد ربي ووالداي في ما وصلت اليه وما ساصل اليه من شأن ان اراد الله لي ولكن لكون هذا الرجل صاحب فضل علي يجب ان احاول رد جميله او حتي جزء منه حتي وان كان في عداد الموتي احمد الله فلقد اعانني علي الجزء الاول واكاد اكون اتممته علي خير وجه لكن الشق الثاني هو الاهم فالعم له امانة عندي فكرت في اكثر من طريقة لتوصيلها مثلا عن طريق اساتذتي في الجامعة لكن لكونها امانة ولخوفي من ان تتبدد رجعت عن فكرتي فهل من وسيلة لايصال الامانة
*ملاحظةالامانة عبارة عن مفكرة فيها اشعار عمك وبعض المذكرات الخاصة به متضمنة افكاره وملاحظاته وهي تدورحول عام 1970
اللهم بلغت اللهم اشهد
الله !!!!!!!!!!!!!
طب إزاي ممكن أوصل لحضرتك
اللي عندك ده شيء غالي جداً بالنسبة لي !
http://www.facebook.com/profile.php?id=578683194
ده الأكاونت بتاعي على الفيس بوك
ali_quandil@hotmail.com
وده إيميلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان اتسائل لو كانت دكتور فاطمة قنديل *الشاعرة* من اقارب حضرتك لاني من الممكن ان اقابلها هذا الاسبوع واعطيها الامانة /المفكرة/ لاني * فقط اريد ايصال الامانةالي عمك
*
تماااااااااااااااااااااام
وصلــــــــــــــــــــت
لا دكتورة فاطمة مش من أقاربي
وبيني وبين حضرتك أنا مش عارفها !
أنا كتبت لحضرتك إيميلي ولينك الأكاونت بتاعي على الفيس بوك
في انتظار أي تواصل من أجل الترتيب
وشكراً جزيلاً
حضرتك مش مُتخيّلة مدى أهميّة هذه الامانة
بصراحة مش فاهم
أنا كتبت لك الاكاونت بتاعي على الفيس بوك
والإيميل
ومفيش أي تواصل من حضرتك !
حق عرب ايه بقى ؟
إطلاقاً إطلاقاً !!
بغض النظر إن مفهمتش حق العرب عشان افهم الحقين التانيين
لكن أنا لا أقصد مماطلة ولا أي حاجة، ولو شايف حاجة هقولها صريحة واضحة متقلقيش !! :)
بالنسبة للفيس بوك والفلاش .. أنا كاتب لحضرتك إيميلي أصلاً يعني الفيس بوك مش الطريق الوحيد
وطبعاً معتقدش إن الإيميل محتاج فلاش !
وعموماً أنا مش شايف إن "أسلوبي" فيه أي شيء !
وميرسي لحضرتك على أيّة حال .. سواء هتتواصلي أم لا :)
بالمناسبة .. كان في تعليق لحضرتك بتقولي فيه
:
تماااااااااااااااااااااام
وصلــــــــــــــــــــت
لو تقصدي إنها وصلت للدكتورة فاطمة قنديل، فانا عرفت أوصل لها وقابلتها وقالت لي إن مفيش حاجة وصلتها !
Post a Comment