كان يوما جميلا رقيقا هوّن عليّ صعوبة مشواري من الهرم إلى موقف عبود وقررت السفر،
وجدت الموقف خاليا من سيارات الميكروباص - التي أعرف سائقيها بعضهم بالاسم والباقي شكلا - مليئا عن أخره الرجال والنساء حتى أن ذرات الأكسجين لم تجد متسع لقدم .
" ده النهاردة الخميس " قالها عقلي العبقري فزعا ، فالخميس يوما بلا مواصلات لمن يجهل دستور السفر لكفر الشيخ، وأثناء تجولي بين أفكاري الحائرة بين العودة للهرم - وهذا مستبعد - والإصرار على السفر وهذه طبيعتي وجدت رأس مدببة الأنف تخرج من شباك ميكروباص تنادي " كفر الشيــــــــــخ !! " وكنت أول من ركب ومنعا للمشاكل قفلت الموسجر وخدت الكرسي الأمامي مخصوص وبجواري حقيبتي الهاند باج متوسطة الحجم !
تأملت السائق الذي لا أعرفه، شعر لا يجيد السباحة في الزيت، شعر الذقن تم تحديده على مذهب الإمام جورج وسوف، قميص مشجر مفتوح حتى الحبل السري الذي لم يُقطع بعد .هيئة تدل على عدم تجاوز السنة السابعة من عقده الثاني .
بعد فاصل قصير المدى طويل المفعول من الصراخ واللطم والعويل، إنطلقت السيارة بسرعة المراهقين وكفاءة السواقين بدون اهتمام لسلامة الراكبين . كنت قد شغلت وقتي بتأمل تفاصيل السيارة من نبات الزينة البلاستيكي المنتشر كالجذام في كل أرجاء كابينة القيادة، بزهوره الزرقاء والسوداء وأوراقه الحمراء، بالإضافة طبعا للأنوار الزرقاء التي توحي لك بضرورة وجود أحد أنواع المخدرات في التابلوه، مع وجود شبكة تفصل بين كابينة السائق وعامة الشعب المتكدسين فوق بعضهم البعض بالخلف على سبيل عزل عالمه الخاص عن الركاب وكأنهم رايحين كفر الشيخ وهو رايح الفيوم !!
للسفر على الطريق مواد لابد أن تؤمن بها مثلي :
1- حسك عينك تنام جنب السواق .. عشان مينامش !
2- ادفس السيجارة في بقه قبل اللي في بقه م تخلص .. عشان مينامش !
3- اتكلم مع السواق في اي حاجة ولا تختلف معه في الرأي .. عشان مينامش !
4- نفذ أوامر السواق من فتح تابلوه واعطاء الكارتة لكشك التذاكر ومسح مرايات .. عشان ميتخنقش !
ولأني مؤمن تماما بهذه الأقاويل، كنت للسائق مثل خطيبته، سجاير أولع، مرايات أمسح، كلام أتكلم وإلخ !
مرت 40 دقيقة لم تتوقف أصابعه عن الاصطدام بكلاكس السيارة بدون داعي وبشكل هيستيري، ولم تتوقف شفتاه البنيتان عن البصق من نافذته ذات الزجاج الملون، مع بوكيه ظريف من الشتائم لهذا الوغد الذي علّم من مر بجواره القيادة !
نظر لي بعين ليس لها محل من الإعراب قائلا : " لا مؤاخذة يا باشمهندس .. تعال انت جنبي وودي الشنطة دي جنب الشباك عشان مضيقاني في السواقة " ونفذت الأمر بلا تردد، راجع قوانين الركوب.
لم تمر 6 دقائق حتى وجدت شفته السفلى تتدلى ورأسه يقترب من الدركسيون أو بلغة الأسفلت " الطارة "، بدأ القلق يتراقص أمام عيني، ظللت أتأمله حتى سالته :" مالك يا أسطى ؟" فلم يرد واكتفى بالسقوط على ركبتي !
عدة ردود أفعال قمت بها لا أتذكر ترتيبها بصراحة، منها أن كفايا إلتصقا بسقف السيارة، وعيني تابعت عداد السرعة الذي أشار بسبابته في رعب على رقم 120، وأعتقد أن حاجبي قفزوا فزعا من النافذة، سقط قلبي مثل كومبارس الأفلام العربي القديمة حين يطلق البطل عليهم الرصاص.. وعم صمت القبور على السيارة بمن فيها
14 comments:
جامد جدا الكلام ده يا ريس , بالرغم من أنى عارف بقية الحكاية الا انى متشوق جدا اسمع التكملة ..
طيب
thats really amazing topic and your definitions are very funny and useful ya ali allah bless you go on like a fighter i know that you can be a star ic that u can made it
ميرسي جدا يا مازن
اتمنى بقية القصة تعجبك
بالمناسبة يا مازن انت كلامك كبير جدا علي
اتمنى فعلا اني اكون قده
طب نحمدو على كل حال
خضيتنى بجد و خليت شعر راسى يقف
كمل بقى
بالمناسبة..انت فرعونى صميم
حكاية الفرعونية دي أقل حاجة عندي يا اوساذ موودي
ومعلش ع الخضة والجاية هتضحك فيها
انا باشكرك على النصايح اللى قولتها
عشان السواق ماينامش
بس لازم تكمل القصة عشان احنا مانامش
احييك على اسلوب الكتابة
اسلوب ممتاز وعجبني جدا بس قين الباقي
انا عضوه جديده في عالم المدونات بس بجد عجبتني اوي حكايتك من السواق بس احب اضيف حاجه صغيره على ديكور الميكروباص وهو صوره السواق الموجوده ورا الكرسي عشان يعرفنا انه شايفنا كلنا لاحسن اي حد عقله يوزه انه يتريق عليه وبجد حلوه كتير الحكايه واسلوبك روعه
جامد قوي قوي
بجد
انا قريت اول سطر مقدرتش اوقف
ياريت تكمل الحلقة التانية و انا مستنيها
مخلوف
مش فاهم عايز ايه يعني ؟
محمد حسن إمام
ميرسي بالكوع أتمنى بقيتها تعجبك وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أني أعرف انت مين لانك حد ذوق
نور
أنا ليّ الشرف انك تكوني أول بنت تظهر في البلوج ومتخافيش أنا كمان جديد في المدونات
هشام رحمة
احنا خدامينك يا اوساذ هشام
طبعا زمانك بتقول عليا غبية عشن تعليقى على البوست اللى فات بس احب اوضحلك ان من كتر ما البوست عجبنى علقت قبل ماكمله و اعرف ان السواق الظريف كان بيستهبل فامانة عليك يا اخى لو شفته تانى ابقى تفلى عليه و لو مفيهاش مضايقة اخنقهوووووووولىىىىىىىىىىىى....
جيسي
لا والله أبدا انا مش بهتم ترتيب الردود والكلام ده .. المهم الرد نفسه
وبخصوص السواق .. من عينيّ الجوز
انا والله نفسي أشوفه تاني
ساعات بتخيل اني ممكن اركب معاه تاني بس ابقى قاعد وراه ويعمل نفس الحركة في اللي جنبه .. كلهم هيصرخوا وانا الوحيد اللي هبقى مسخسخ من الضحك
:))
Post a Comment